قال وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان الأربعاء، إن إزالة العقبات الباقية للتوصل إلى اتفاق نووي رهن إرادة الطرف الأميركي.
وأكد عبد اللهيان خلال لقائه نظيره الباكستاني محمود شاه قريشي في العاصمة الصينية بكين على هامش مؤتمر حول أفغانستان، أن حل القضايا الباقية بحاجة إلى "واقعية لدى الطرف الأميركي"، داعياً الولايات المتحدة إلى التخلي عن "مطالب مبالغ فيها لكي تنتهي الجهود المكثفة لجميع الأطراف على مدى شهور إلى نتيجة لازمة وتعود الأطراف إلى تعهداتها".
بدوره، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الأربعاء، إن موسكو ستعمل مع إيران على اتخاذ خطوات عملية تستهدف الالتفاف على العقوبات الغربية. ولم يتضح ما إذا كان لافروف يشير إلى العقوبات المفروضة على روسيا تحديداً، أو تلك المفروضة على إيران أيضاً.
وكانت مفاوضات فيينا قد توقفت في 11 آذار/مارس، وعاد المفاوضون إلى عواصمهم، وذلك بطلب من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، الذي قال إن هناك حاجة إلى وقفةٍ في محادثات فيينا.
مع ذلك، استمرت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في العواصم عبر منسقها أنريكي مورا، خلال الأسبوعين الأخيرين، الذي تبادلَ الرسائل بين الطرفين، فضلاً عن نقل أطراف إقليمية أيضاً هذه الرسائل بينهما. وكان مورا زار طهران السبت، وذلك للعمل على "سد الفجوات الباقية" في المفاوضات.
وبعيد زيارته لطهران، توجه مورا إلى واشنطن الثلاثاء، لإجراء مباحثات مع المبعوث الأميركي للشأن الإيراني روب مالي ومستشار البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، لحل نقاط التباين الباقية بين طهران والولايات المتحدة.
ورغم تحدث مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل مطلع الأسبوع عن قرب التوصل إلى اتفاق، عاد بوريل وأدلى الثلاثاء، بتصريحات يغلب عليها التشاؤم، حيث قال إن المفاوضات "ليست قريبة من نتيجة نهائية". وأضاف في كلمة في البرلمان الأوروبي أنه "سيكون مؤسفاً عدم التوصل إلى اتفاق، بينما اقتربنا إليه كثيراً إلى حد ما. لكن لا يمكنني ضمان الوصول إلى اتفاق".
وأوضح أن مفاوضات فيينا اقتربت قبل أسبوعين من الوصول إلى اتفاق "لكن روسيا عرقلته وكانت تسعى لصناعة أداة ضغط على الغرب بشأن حربه على أوكرانيا"، متهماً إياها بأنها كانت تسعى لمنع رفع العقوبات النفطية عن إيران.
واعتبر أن سبب هذا هو أنه "إذا ما استأنفت إيران تصدير النفط فسيتم تأمين سوق الطاقة، وهذا ليس في مصلحة روسيا". وقال إن روسيا بعد "تلقي ضمانات لازمة" تخلت عن معارضتها للتوصل إلى اتفاق، إلى حين برزت خلافات أخرى ليست ضمن الاتفاق (النووي) منها موقع الحرس الثوري الإيراني ومطالبة إيران برفعه من قائمة الإرهاب الأميركية.
وأشار بوريل إلى أن هذا الطلب الإيراني أوقف تقدم مفاوضات فيينا. في المقابل، رد مندوب روسيا في مفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف باستخفاف واستهزاء على تصريحات مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي واصفاً إياها في تغريدة بأنها "غير لائقة". وتابع: "لكن هناك عذر. لم يقضِ السيد بوريل يوماً واحداً في مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي، ولذلك هو ليس مضطراً إلى فهم الوضع الحقيقي. لا تستحق الاهتمام".