2025- 01 - 11   |   بحث في الموقع  
logo الخارجية السورية تكشف تفاصيل لقاء ميقاتي والشرع logo نائب “قواتي” يُهاجم سفير إيران: “إنت شو خصّك” logo استهداف سيارة في كونين.. وشرط إسرائيلي للإنسحاب من الجنوب logo بالفيديو: انقلاب ملالة للجيش وسقوط اصابات في الطيري! logo بعد وقف إطلاق النار مع لبنان… كيف يبدو الوضع حاليّاً في مستوطنات الشمال؟ logo مداهمة منزل في طرابلس logo عز الدين: نضع خرق إسرائيل لوقف إتفاق إطلاق النار برسم رعاته ورئاسة لجنة المراقبة logo بشأن سفارة الإمارات في بيروت… ماذا تبلغ رئيس الجمهوريّة؟
الرسام الروسي ألكسي يورش..فنّ الكاريكاتير لا يشعر أنه مرتاح
2022-03-28 14:56:10

«لم يُصوَّر يلتسين كاريكاتيرياً تقريبًا حين كان رئيساً، بينما لدينا الآن فنّ كاريكاتير ليبرالي ويساري وكذلك الكاريكاتير المؤيّد للحكومة، وهذه التيارات تتلاقى في ما بينها بأشكال مختلفة» - هذا ما قاله لجريدة "فزغلاد" فنان الكاريكاتير ألكسي يورش الذي يساهم بصورة فاعلة في فنّ الغرافيك الاجتماعي- السياسي في روسيا اليوم.- هل من المعروف متى ظهرت رسوم الكاريكاتير الأقدم، ومتى أصبح الكاريكاتير صنفاً فنياً قائماً بذاته؟الرسوم المضحكة، الشبيهة بالكاريكاتير، كانت موجودة حتى في مصر القديمة واليونان القديمة. لكن الكاريكاتير، كشكل من أشكال التعبير عن الرأي العام، أبصر النور في القرن السابع عشر في إنكلترا وكذلك في اليابان على سبيل المثال. لكن يصعب تحديد زمن هذا التحوّل بدقة، فالكاريكاتير، ضمن إطار فنّ التصوير، كان موجوداً قبل ذلك بكثير.- لقد ألقيت محاضرة في المركز الحكومي للفن الحديث بعنوان "فنّ الغرافيك الاحتجاجي و/أو الاجتماعي: التراث والمعاصرة". ماذا تقصد بالاحتجاج؟ هل هو دائمًا احتجاج على الحكومة والسلطة أم أنّ المحتجّ يمكنه الاحتجاج على شيء آخر أيضاً؟الاحتجاج قد يكون متنوعاً، فقد يكون احتجاجاً على سياسات الحكومة، أو احتجاجاً على ظروف اجتماعية معيّنة، لكنه قد يكون أيضاً احتجاجاً على الاحتجاج نفسه، إذ لا ينشط الآن عبر الإنترنت المحتجّون على السياسات الحكومية فقط، بل هناك أيضاً من يسخر من الحركة الاحتجاجية نفسها. لقد حاول الفنانون، وما زالوا، رسم كاريكاتيرات مجامِلة، بل حتى مادحة، وهي تُطلب وتُنشر كثيراً. الكلّ يريد الفكاهة، لكن ليس الكلّ يريد السخرية والانتقاد. إلا أنّ الكاريكاتير عموماً، خلافاً للتصوير الهزلي الودود على سبيل المثال، يكون، كقاعدة، ضد شيء ما، وهنا يكمن جوهره.- أي إنّ الاحتجاج، بمعناه الواسع، صفة ملازمة للكاريكارتير؟أعتقد، نعم.- على ضوء هذا الاستنتاج، من الممتع التحدث عن فنّ الكاريكارتير السوفياتي الذي كان موجّهاً ضد مختلف عيوب المجتمع، وضد مختلف الأعداء الخارجيين، لكن لا يمكن عدّه كاريكاتيراً احتجاجياً وفق المفهوم الحالي، فنانو الكاريكاتير آنذاك كانوا دوماً مؤيدين للموقف الرسمي. وعلى هذا الأساس، لعلّ ثمّة من يميل إلى اعتبار فنّ الكاريكاتير السوفياتي فناً متعسفًا ويفتقر إلى الحرية، مع أنّه كان ظاهرة فنية بالغة الأهمية كما هو معروف.هكذا هي الحال الآن أيضاً. في المرحلة السوفياتية كان مسموحاً لفناني الكاريكاتير انتقاد ظواهر معينة، لكن لم يكن مسموحاً لهم السخرية من شخصيات الصف الأول. كان فن الكاريكاتير السوفياتي شأناً حكومياً وتتحكم فيه السلطات. بهذا المعنى يمكننا الحديث عنه بوصفه فناً خاضعاً، باعتبار أنه لم يكن فناً احتجاجياً منذ البداية. كانت مجلة "كْرَكَديل" (تُكتب "كروكوديل" وتعني التمساح) بوقاً للحكومة. وبالمناسبة، هنا يكمن خطأ كل الذين حاولوا إعادة إحياء مجلة "كْرَكَديل" بعد انهيارها. من وجهة نظري، لم يكن في مقدور تلك المجلة إلا أن تكون مناصرة لأيديولوجيا الدولة، وإن كانت لا تستثني النقد الذاتي. أو كان بإمكانها، في أحسن الأحوال، أن تكون بوقاً لأكثرية معينة. لكن لا بدّ من تذكّر أنّ فن الكاريكاتير السوفياتي كان أوسع بكثير من بيروقراطية مجلة "كركديل". كان هناك فن الكاريكاتير البديل أيضاً، كما في رسوم "الجريدة الليبرالية" وجرائد كثيرة غيرها. أعتقد أننا لا نستطيع تجاهل هذه الثقافة الفنية برمّتها لأنها كانت تمثّل فناً عالي الجودة قبل كل شيء، وليس عبثاً أنّ كثيرين من الفنانين المعاصرين يعيدون إنتاج سمات ذلك الفن في أعمالهم. لقد كان فناً اجتماعياً، وكان يهدف إلى تغيير المجتمع.
- قلتَ إنّ المحرّمات والممنوعات التي كانت في المرحلة السوفياتية ما زالت هي نفسها الآن أيضاً. لكن الأحوال تغيّرت كلياً الآن، فهناك الإنترنت الذي لا يمكن التحكّم فيه ويمكن للمرء أن ينشر فيه ما يشاء، وهناك وسائل الإعلام الليبرالية ذات التأثير البالغ، وهي لا تخضع لهيمنة السلطات مطلقاً. لنأخذ، مثلاً، الفنان أندريه بوداييف الذي يرسم لوحات ما بعد حداثوية وفق "موتيفات" اللوحات الكلاسيكية، وهو يصوّر فيها مجمل "البانثيون" السياسي بلا استثناء، وأعماله، بالمناسبة، تتمتع بشعبية كبيرة حتى في الأوساط الحكومية. لدينا بالفعل الكثير مما هو مسموح به، غير أنّ المسموح به يختلف باختلاف نوع الفن. في فن الكاريكارتير، من الأهمية بمكان تصوير القضايا الملحّة التي يُكتب عنها في المطبوعات الدورية. من هذه الناحية لا يمكننا إلا أن نلاحظ أنّ فنّ الكاريكاتير لا يشعر أنه مرتاح جداً اليوم، وهذا مرتبط بعملية "إنعاش" و"تشييد" الحقل السياسي، بالإضافة إلى العوامل التجارية.- ما الدور الذي لعبه فنانو الكاريكاتير في روسيا ما قبل الثورة؟ هل كان الجميع ضحايا الرقابة، أم أن إبداعهم، على العكس من ذلك، ازدهر في المنشورات الليبرالية؟كانت رسومهم تُنشر، لكن لم يتبقَّ من إبداعهم سوى القليل، تماماً مثل جرائد تلك الفترة، وذلك لأن الكاريكاتير فن عابر سريع الزوال. لكنّ فناني الكاريكاتير في تلك المرحلة كانوا ناجحين، وبعضهم واصل عمله بعد الثورة أيضاً.- هل في الإمكان تحديد متى ظهرت تقاليد ذمّ السلطات الحاكمة وانتقادها في فنّ التصوير الروسي؟أعتقد أن ذلك ظهر منذ زمن بعيد، بالتزامن مع التصوير الشعبي ذي التكلفة الزهيدة. لكن الكاريكاتير كحرفة ظهر مع ظهور المطبوعات الدورية.- يقارن كثر الأحداث الجارية حالياً بما جرى أثناء "البريسترويكا". هل يشبه الكاريكاتير الاحتجاجي الحالي مثيله في تلك المرحلة؟أعتقد أنه لا يشبهه كثيراً. حينذاك كانت الأوضاع مختلفة، فقد كان المجتمع أكثر تعاضداً، وكان بالإمكان ملاحظة تشابه كبير في أعمال الفنانين (ويجب الإضافة أن نوادي فناني الكاريكاتير، التي اختفت الآن، كانت لا تزال موجودة آنذاك). لنأخذ، على سبيل المثال، يلتسين الذي لم يصوَّر، عملياً، كاريكاتيرياً، بينما لدينا الآن فنّ الكاريكاتير الليبرالي واليساري وكذلك المؤيد للحكومة، وهذه التيارات تتلاقى في ما بينها بأشكال مختلفة. من ناحية أخرى، قلّ عدد فناني الكاريكاتير الذين يعبّرون عن آرائهم الشخصية في صفحاتهم الإلكترونية أو في صفحات الجرائد. بالمناسبة، بعضهم غيّر قناعاته منذ عهد البيريسترويكا.- في رأيك، إلامَ يسعى فنانو الكاريكاتير في فترات الهزّات: هل يريدون تحقيق تغييرات إيجابية أم يسعون إلى "التألق" والشهرة عبر ركوب موجة الاحتجاج، أو لعلهم يخدمون ببراغماتية هذه القوة السياسية أو تلك؟هذا يتوقّف دائماً على الفنان نفسه. الفنان الحقيقي يعبّر بدقة عن وجهة نظره، لكن هناك الناشرين أيضاً، وهؤلاء بالتحديد هم الذين يسعون عادةً إلى غايات سياسية. لكن الآن هناك الإنترنت، حيث لا وجود لأيّ ناشرين، وحيث أنا، على سبيل المثال، وإني أتحدث عن نفسي فقط، أنتقد الحكومة والمعارضة على حدّ سواء، فلي رأيي الخاص في كل ما يجري.- هل تعتقد أن من الطبيعي أن يعمل الفنان مُستخدماً أيديولوجياً، عبر بيع حرفته للسياسيين، أم أنّ هذا مستنكر؟عملياً، كثيراً ما يضطر الفنان إلى العمل حسب الطلب. إن كان له موقف سياسي معين، الأفضل له أن يعمل مع الذين يؤيدهم. أما في حال لم تكن لديه تفضيلات سياسية، فلا يمكننا شجب ما يقوم به. فالمال لا يسقط من السماء، ما يضطر الفنان باستمرار إلى التعاون مع هذه القوى أو تلك.- ربما ليس من اليسير فهم أعمال فناني الكاريكاتير في العهود الأخرى، فنتاج هذا الفن غالباً ما يكون تعبيراً عن سخط يومي، لذا سرعان ما يودَع في الأرشيف كما يقال..ليس دائماً. هناك موضوعات أبدية نتناولها دائماً (على الرغم من أن شكل السخرية نفسها قد يتغيّر) مثل: الجنس، المشكلات المعيشية، العلاقات الأسرية... لكن هناك بالطبع رسوماً "بنات ساعتها"، وفي اليوم التالي لا يعود لها معنى. وبالفعل، الكاريكاتير السياسي يصبح، مع الوقت، غير مفهوم، لأنه يكون قد أصبح خارج السياق.- هل يمكنك إعطاء مثال على كاريكاتير قديم يمكن فهمه الآن أيضاً؟لنأخذ، مثلاً، رسم بوريس براروكوف "نصر أبي"، الشيء الوحيد الذي يجب معرفته أنّ هناك، في الخلفية، سيارة من الطراز السوفياتي الشهير "پَـبْـيَـدا" (النصر). بالشكل ذاته يمكننا فهم أعمال كثيرة من رسوم الكاريكاتير المرسومة في أزمنة الحرب.- أتساءل: ما الذي ورثه الكاريكاتير السوفياتي، وإلى أي درجة حافظ على تقاليد ما بعد الثورة؟لا شكّ في أنّ الكاريكاتير السوفياتي ورث تقاليد ما بعد الثورة، لا سيما أنّ فناني الكاريكاتير في مرحلة ما بعد الثورة أصبحوا أوائل فناني الكاريكاتير السوفياتي، ميخائيل جيريوفيتش مثلاً. في خلفية الكاريكاتير السوفياتي يمكن العثور على الواقعية النقدية الروسية وإبداع الفنانين التشكيليين الذين كان بعضهم، عملياً، فناني كاريكاتير. كما أن فنّ الكاريكاتير السوفياتي استقى الكثير جداً من فنّ الغرافيك الاجتماعي الألماني، حيث انتقل فنانون كثر للعمل في مجلة "سيمبليتسيسيموس" الألمانية المعادية للفاشية، ومن هناك أخذوا كثيراً من النماذج الملهمة، وكل ما فعلوه هو أنهم غيّروا التقنية.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top