قال الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة، إن الولايات المتحدة ستزوّد الاتحاد الأوروبي بمزيد من الغاز الطبيعي المسال لمساعدة الدول الأوروبية على تقليل اعتمادها على إمدادات الغاز الروسية.
وقال بايدن: "اتفقنا اليوم على خطة مشتركة لتحقيق هذا الهدف، مع تسريع تقدمنا نحو مستقبل آمن للطاقة النظيفة". وأضاف أن الخطة "تركّز على قضيتين أساسيتين إحداهما تساعد أوروبا على تقليل اعتمادها على الغاز الروسي بأسرع ما يمكن، والثانية تتعلق بتقليل الطلب الأوروبي على الغاز بشكل عام".
وأعلن بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بعد حضور قمة طارئة لحلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع في بروكسل، عن تشكيل فريق عمل "لتقليل اعتماد أوروبا على الوقود الأحفوري الروسي"، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال بايدن إن الولايات المتحدة ستزود الاتحاد الأوروبي بنحو 15 مليار متر مكعب إضافي من الغاز الطبيعي المسال، بحلول نهاية 2022.
بدورها، قالت دير لاين إن فريق العمل سيعمل مع الدول الأعضاء "من أجل أن تضمن حتى العام 2030 على الأقل، حصول الاتحاد الاوروبي على 50 مليار متر مكعب في السنة من إمدادات الغاز الطبيعي المسال الأميركي".
وأضافت أن "فريق العمل المكلّف أمن الطاقة سيرأسه ممثل للبيت الأبيض وممثل لرئيسة المفوضية الأوروبية". وتابعت: "سيعمل الفريق على ضمان أمن الطاقة لأوكرانيا والاتحاد الأوروبي استعداداً لفصل الشتاء المقبل والشتاء التالي، مع دعم هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في إنهاء اعتماده على الوقود الأحفوري الروسي".
وتعدّ روسيا مصدراً رئيسياً للغاز الطبيعي المسال ومن بين أكبر منتجيه في العالم. وتعتمد أوروبا على روسيا في 40 في المئة من استهلاكها للغاز الطبيعي إذ تزود روسيا حوالى 150 مليار متر مكعب من الغاز كل عام إلى القارة الأوروبية.
وتأتي هذه الخطوة فيما تناقش الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الدعوات إلى حظر صادرات الطاقة الروسية إلى التكتل بهدف معاقبة الرئيس الروسي بوتين على غزو أوكرانيا. ولكن ما زالت بعض الدول مترددة في وقف الإمدادات بشكل مفاجئ نظراً إلى اعتمادها على واردات الغاز الروسي.
وأعلنت ألمانيا الجمعة أنها ستخفض اعتمادها على موارد الطاقة الروسية بشكل حادّ وسريع باستغنائها عن واردات الفحم بحلول الخريف وعن واردات النفط بحلول نهاية العام. أما بالنسبة إلى الغاز فبإمكان ألمانيا أن تكون "مستقلة إلى حد بعيد بحلول منتصف 2024".
وعزز الاتحاد الأوروبي بالفعل جهوده لتأمين المزيد من الغاز الطبيعي المسال بعد محادثات مع دول مصدرة، وقد نتج عن ذلك تسليم كميات قياسية تقدر بنحو 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال عبر أكثر من 120 سفينة في كانون الثاني/يناير.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر في 23 آذار/مارس، تعليمات للبنك المركزي الروسي ومجلس الوزراء "لتحديد إجراءات معاملات الغاز مع أوروبا بالروبل الروسي في غضون أسبوع".
وردت رئيسة المفوضية الأوروبية على إعلان بوتين قائلة: "لن نسمح بذلك". واعتبرت أن الخطوة الروسية "ستكون قراراً أحادياً وخرقاً واضحاً للعقد، ومحاولة للالتفاف على العقوبات"، مشددة على "أننا لن نسمح بالالتفاف على عقوباتنا... انتهى الوقت الذي كان يمكن فيه استخدام الطاقة لابتزازنا".
من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن الكرملين ينطلق من تعليمات بوتين، إلى شركة "غازبروم" حول استلام قيمة الغاز بالعملة الروسية. وأضاف "هناك تعليمات إلى غازبروم من الرئيس الروسي بقبول المدفوعات بالروبل. في الواقع، خلال الأيام الأربعة المتبقية، سيتعين على شركة غازبروم إجراء اتصالات وتطوير نظام شفاف ومفهوم، وكيف يمكن تنفيذه تقنياً ولوجستياً".
وأشار بيسكوف، إلى أنه سيتم إبلاغ زبائن "غازبروم" بذلك، و"سنرى رد فعلهم قريباً". وقال بيسكوف ردا على سؤال عما إذا كانت روسيا تخطط لتزويد أوروبا بالغاز إذا لم يدفع الأوروبيون قيمته بالروبل، وهو ما أعلنوا عنه بالفعل: "ننطلق من التعليمات الحالية لرئيس الدولة".