تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس، قراراً غير ملزماً يحمل عنوان "العواقب الإنسانية للعدوان على أوكرانيا" ويطالب روسيا بإنهاء فوري للحرب في أوكرانيا التي بدأتها قبل شهر. وحصل القرار على تأييد 140 دولة ومعارضة خمس دول هي روسيا وبيلورسيا وسوريا وكوريا الشمالية واريتريا، وامتناع 38 دولة عن التصويت.ويشير القرار إلى "التزام جميع الدول بموجب المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، بأن تمتنع في علاقاتها الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة".وكانت كييف قد تقدمت بمشروع القرار وقادت المكسيك وفرنسا المفاوضات حوله. وتضم الجمعية العامة للأمم المتحدة 193 دولة عضوة، وكان القرار بحاجة لأغلبية الثلثين وليس الأغلبية البسيطة العادية من أعضاء الجمعية العامة، أي خمسين بالمئة زائد واحد، لأنّ القرار ينضوي تحت بند "متحدون من أجل السلام".وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال أذار/مارس القرار الأول حول الحرب الأوكرانية، حيث صوتت في 2 آذار/مارس على نص يطالب روسيا "بالتوقف فوراً عن استخدام القوة ضد أوكرانيا" كما "الانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط" لجميع قواتها العسكرية من أوكرانيا. ويستنكر القرار الأول "العدوان الروسي على أوكرانيا" ويؤكد "التمسك بسيادة واستقلال ووحدة أراضي" أوكرانيا بما فيها "مياهها الإقليمية"، ما أعاد القرار الثاني تبنيه والتأكيد عليه.ويؤكد القرار الذي اتُخذ الخميس، على أن "الهجوم العسكري التي شنته روسيا داخل الأراضي الأوكرانية ذات السيادة، والعواقب الإنسانية الناجمة عنه بلغا نطاقاً لم يشهده المجتمع الدولي في أوروبا منذ عقود". ويطالب القرار ب"الوقف الفوري للأعمال العدائية التي تشنها روسيا على أوكرانيا، ولا سيما أي هجمات على المدنيين والأعيان المدنية"، كما يطالب بتوفير الحماية الكاملة للمدنيين.ويشدد القرار على أن "محاصرة المدن في أوكرانيا ولا سيما مدينة ماريوبول يزيد من تفاقم الحالة الإنسانية للسكان المدنيين ويعرقل جهود الإجلاء"، ومن ثم يطالب ب"إنهاء حالات الحصار"، كما يكرر القرار طلب الجمعية العامة من منسق الإغاثة في حالات الطوارئ أن يقدم تقريراً عن الحال الإنسانية في أوكرانيا وعن الاستجابة الإنسانية. ويطلب من الأمين العام أن يوافي الجمعية العامة بإحاطة منتظمة بشأن تنفيذ القرار.
ورحبت سفيرة الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد بهذه "الأغلبية القوية" التي حظي بها النص في الأمم المتحدة، فيما كان الرئيس الأميركي جو بايدن في بروكسل لحضور قمم حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.وشهد الاجتماع جدلاً بين ممثلة جنوب أفريقيا وممثل أوكرانيا. وكانت جنوب أفريقيا قد صاغت مشروع قرار آخر خاصاً بها حول الوضع الإنساني وتقديم المساعدات الإنسانية في أوكرانيا يختلف عن المشروع الأوكراني الذي تم تبنيه. وصوتت 50 دولة لصالح التصويت على مشروع جنوب أفريقيا في حين صوتت 67 ضد عرض المشروع للتصويت، وامتنعت 36 دولة عن التصويت، مما عنى أن أغلبية الدول اعترضت على عرض مشروع قرار جنوب أفريقيا للتصويت.ومن اللافت أن مشروع جنوب أفريقيا والذي لم يتم التصويت عليه، لا يذكر روسيا بالاسم واكتفى بالإشارة إلى "الصراع في أوكرانيا". ونصت المسودة على ضرورة وقف الأعمال العدائية كخطوة أولى للتباحث، إضافة إلى الإشارة إلى العمليات الإنسانية وتقديم المساعدات وحماية العاملين في المجال الإنساني، دون الإشارة إلى حصار المدن بما في ذلك حصار ماريوبول.وقالت غرينفيلد أن الدول الأعضاء أكدت "بوضوح أن روسيا تتحمل وحدها المسؤولية عن الأزمة الإنسانية الخطرة والعنف في أوكرانيا". وأضافت أنه "كما أوضح الرئيس بايدن أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين لن ينتصر في أوكرانيا..ورأينا اليوم أنه لن يفوز هنا أيضاً في نيويورك" بمقر الأمم المتحدة.وكانت موسكو قد عرضت مساء الأربعاء على أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار بشأن "الوضع الإنساني" في أوكرانيا التي هاجمتها في 24 شباط/فبراير. وصوتت روسيا والصين لصالح القرار فيما امتنع الأعضاء 13 الآخرون عن التصويت. ودافع السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن القرار وقال إنه "غير مسيس" معرباً عن أهميته الكبيرة "لممثلي الأمم المتحدة في المجال الإنساني على الأرض".