تتضارب المعلومات، منذ أمس الخميس، حول الجريمة المروعة في بلدة أنصار جنوبي لبنان، وتحدث ناشطون في مواقع التواصل عن اختفاء أمّ وبناتها الثلاث منذ الرابع من آذار/مارس، مع ترجيح قتلهن.
ورغم المعلومات والادعاءات إلا أن النائب العام الاستئنافي في الجنوب، غادة أبو علوان، اعتبرت أن الأم وبناتها الثلاث غادرن بملء إرادتهن، ربما لصعوبة أن تتصور وقوع جريمة بهذا الحجم.وأمام صعوبة إيجاد دافع منطقي للجريمة، ذهب خيال البعض إلى أن الهدف هو بيع الأعضاء البشرية للضحايا. على أن الثابت أن أمّاً، هي طَليقة مختار البلد، وبناتها الثلاث، قتلن بطريقة وحشية والقاتل في قبضة الأمن، لكن دوافع الجريمة لم تعرف بعد.
في ابشع جريمة خطف وقتل... ام وبناتها الثلاث من بلدة انصار الجنوبية ضحية جريمة قتل هدفها بيع الأعضاء، والمُتّهم خطيب إحداهن مع عصابة مؤلفة من بعض الشباب... والخطيب من آل فيّاض... ألقي القبض عليه وهو حاليا قيد التحقيق في مفرزة أمن النبطية. pic.twitter.com/UYbF36mDrc
— Maleeka (@Maleeka44083339) March 24, 2022
ويتناقل رواد مواقع التواصل الأخبار حول العثور على الجثث والأماكن المدفونة فيها، وينددون بفداحة الجرم وبشاعته، ويطالبون بإعدام القاتل في ساحة البلدة، كذلك فعلت عائلته التي تبرأت منه ومن أفعاله مطالبة بإنزال أشد العقوبات.ولم يتبين حتى الآن كيفية ارتكاب الجريمة، وأقصى ما يستطيعه المشاهد هو التمني بأن موتهن لم يكن مؤلماً وقاسياً، لكنه لا يستطيع أن يطرد من رأسه فكرة أن النساء الأربع لم يُقتلن في وقت واحد، لا شك أن موت كل واحدة منهن، بالبرد القارس، تحت المطر، ترك عند الأخريات شعوراً متعاظماً بالرعب يصعب تخيله، بل من المخيف حتى محاولة تخيله.
ليش ماحدا حاكي ع جريمة القتل الي ب انصار ؟
— Zeina (@Z_Xeina) March 24, 2022
كان هناك الكثير من الخوف، الكثير من الألم والكثير من الوحشية. ورغم ذلك، حتى اللحظة، لم يخرج هاشتاغ في "تويتر" يطالب بالعدالة، ولا يمتلئ "فايسبوك" بمنشورات التعاطف والغضب العارم، لم تتوقف الحياة دقيقة صمت أو مُطالبة مُنظّمة بالإنصاف، احتراماً لموت صادم. بل ما زالت الوجوه الضاحكة تزداد فوق منشورات النكات، كأن اللبنانيين اعتادوا العيش في قعر الانسانية، كأن الموت أصبح ملازماً ليومياتهم وبات نتيجة حتمية ومنطقية ينهي مسار انهيارهم، أو ربما لا تجد الجيوش الالكترونية في قضية النساء الأربع ما يستحق التجييش. فهي ليست خطاباً لزعيم، ولا مذكرة توقيف لسياسي ولا مساساً برمز ديني تهب للدفاع عنه.مازال الجنوبيون يحاولون استيعاب الصدمة، إذ لم يعتد الجنوب اللبناني على جرائم بهذه الفظاعة، وسط مخاوف من تزايد معدلاتها مع انهيار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المترافقة مع ضعف لسلطة الدولة والقانون، حيث يشعر كل لبنان أن عليه تأمين الحماية لنفسه مع غياب الأمن.
إن صح ما يتم تداوله عن جريمة القتل في بلدة #انصار الجنوبية، فها نحن دخلنا فعلاً في الانفجار الاجتماعي الكبير!
— Fatima Khalifeh (@Fatimakhalifeh0) March 24, 2022
انا مع تطبيق قانون أهل كترمايا بهيدا الحيوان تبع جريمة أنصار! ولوووو
— Latifa (@LatifaKhalil) March 25, 2022
جريمة انصار الجنوبية التي ذهب ضحيتها اربع نساء، مؤشر خطير جدا على حجم التفلت الذي يعيشه البلد ، وعلى مستوى التحديات القادمين عليها في الٱتي من الأيام ..
— Dr.Nabil Srour (@nsrour2) March 24, 2022