خلط الأوراق الانتخابية في كسروان-جبيل ما زال مستمراً. فباستثناء لائحة القوات اللبنانية، التي تركز على القوة التجييرية للقوات وعلى شعبية النائب زياد الحواط، كل تحالفات باقي اللوائح تتبدل بين ليلة وأخرى. فبعد التقارب بين التيار الوطني الحر والنائب السابق منصور البون، واقتراب النائب فريد الخازن من إعلان لائحته، عادت المعطيات وتبدلت من جديد. أما لائحة النائب نعمة افرام فما زالت تراوح مكانها، لأسباب تتعلق بتفاوض الحلفاء في دوائر أخرى مثل بيروت الأولى وبعبدا والمتن، وبسبب دخول مجموعات جديدة على خط تشكيل لائحة لقوى التغيير، تنتزع من افرام "براند" 17 تشرين.شرعية 17 تشرين
بعد انسحاب الوزير السابق زياد بارود من المعركة، حاول افرام استقطاب المرشحة جوزفين زغيب، الناشطة مع مجموعات أخرى لتشكيل لائحة للقوى التغييرية. ووفق آخر الإحصاءات، نحو 20 بالمئة من الناخبين في الدائرة قرروا التصويت للقوى التغييرية وليس للأحزاب والزعامات. دق افرام ناقوس الخطر، خصوصاً أن لائحة عديله الخازن، التي كادت تكتمل، ارتفعت حظوظها بعد انضمام شاكر سلامة (يقسم أصوات حزب الكتائب ويحرم مرشح لائحة افرام الوزير السابق سليم الصايغ جزأ من الأصوات الكتائبية) والقيادي العوني السابق توفيق سلوم والنائب شامل روكز، وإمكانية استقطاب أصوات عونية من أمام مرشحة التيار الوطني الحر ندى البستاني. شروط على اللوائحلذا، تواصلَ افرام مع زغيب لضمها إلى اللائحة، بهدف إفشال إمكانية تشكيل لائحة معارضة تسحب "شرعية ثورة 17 تشرين" منه. وكذلك فعل منصور البون محاولاً استقطابها على اللائحة التي عاد ليعمل عليها مع النائب السابق فارس سعيد.
لكن زغيب التي تعمل مع مجموعات من 17 تشرين وحزب سبعة وتتفاوض مع مواطنون ومواطنات في دولة لتشكيل لائحة "التغييريين المستقلين"، وضعت شروطاً بضم مرشحين آخرين وماكينة انتخابية منفصلة، وعدم الدخول في أي كتلة نيابية في حال نجاح هذه المجموعات غير منسجمة مع تطلعاتها. وهذا ما يصعب الأمر ويدفع إلى إمكانية تشكيل لائحة منفصلة عن افرام أو البون-سعيد. لكن تشكيل لائحة "قوى التغيير" في كسروان يتوقف على توافق المجموعات في دوائر عدة أخرى مثل بعبدا والشوف-عاليه وطرابلس وغيرها، لتشكيل لوائح تحمل الاسم والشعارات ذاتها. انفصال البون والتياربعد اقتراب البون من التوقيع مع التيار الوطني الحر عاد وانفرط عقد التحالف. فالتيار خاف من أن دخوله قد يكسب البون تفوقاً على مرشحته ندى البستاني بالأصوات التفضيلية، وذلك بسبب رفض واسع بين مناصري التيار ترشيحها من ناحية. ومن ناحية أخرى، خاف البون من تراجع شعبيته وسط المعارضين لباسيل وتياره. ووفق مصادر مطلعة، رفضت شخصيات ومفاتيح انتخابية، يعتمد البون عليها من مختلف المناطق، تحالفه مع التيار، وهددوا أنهم لن يصوتوا له. فخاف من انقسام مناصريه بين الذهاب للتصويت للقوات اللبنانية أو لفريد الخازن. وفضل الحفاظ على شعبيته لتورثيها لنجله فؤاد. وعادت حظوظ تشكيل لائحة مع سعيد لترتفع من جديد. وتم التواصل مع زغيب وآخرين في كسروان ومع رئيس النادي الثقافي في جبيل نوفل نوفل لتشكيل لائحة سيادية ضد القوى السياسية الأخرى وضد "العديلين"، أي افرام والخازن. فكلاهما يستخدمان جبيل كرافعة للوائح كسروان. التحالفات لم تستقر على برّالتبدل حصل عند الخازن أيضاً. فبعد اكتمال لائحته، والتي كان يفترض إعلانها رسمياً، طرأت تغيّرات تتعلق بتواصل البون-سعيد مع المرشح الطبيب سليم الهاني لسحبه من لائحة الخازن وضمه إلى لائحتهما كمرشح ابن منطقة غزير، وليس كمرشح حركة "سوا للبنان" (بهاء الحريري). ولم تكتمل المحاولة بعد بأي خطوة جدية في ظل تمسك الهاني بلائحة الخازن. وكذلك عاد النائب شامل روكز وتواصل مع مجموعات من 17 تشرين ومع "مواطنون ومواطنات في دولة".
أما مرشح الخازن في جبيل إميل نوفل، الذي اختير لسحب الأصوات من أمام النائب زياد الحواط، فما زال حراكه في جبيل إعلامي أكثر منه ميداني. فقد حضر وبدأ بتوزيع المساعدات (أدوية ومازوت ودفع أقساط مدارس لبعض السكان) لكنها لم تكن مقنعة للخازن، رغم الضجة الإعلامية، ما دفعه إلى النزول شخصياً لتوزيع المساعدات في جبيل وفي كسروان، مستشعراً الخطر الوجودي للحفاظ على مقعده النيابي. من ناحيته، بدأ الحواط هجومه المعاكس على الخازن من خلال توزيع المساعدات، وعلى المعارضة من خلال عقد لقاءات مع الشخصيات الكتلاوية، المعادية لأمين عام الكتلة الوطنية بيار عيسى. ما يجعل من تحالفات ولوائح هذه الدائرة غير مستقرة على برّ، قبل الرابع من نيسان، تاريخ إقفال باب تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية. فالجميع يشعرون بالخطر وينتظرون أي خطوة ناقصة من الطرف الآخر للتصويب عليه.