عرض رئيس الجمهورية ميشال عون مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، خلال استقباله صباح اليوم في قصر بعبدا، الأوضاع العامة في البلاد، في ضوء التطورات الأخيرة، ومداولات مجلس الوزراء في الشؤون التي تتم معالجتها حياتياً واجتماعياً. وأطلع ميقاتي رئيس الجمهورية على أهداف الزيارة التي سيقوم بها إلى دولة قطر. كما تم التطرق إلى نتائج زيارة الرئيس عون إلى الفاتيكان واللقاءات التي عقدها مع البابا فرنسيس وأمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ووزير الخارجية المونسنيور بول ريتشارد غالاغار. كما أطلعه على نتائج اللقاء مع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.بديل سلامة!وتقول مصادر متابعة إن عون وميقاتي بحثا في آخر التطورات حول الوضع الحكومي والقضائي، لا سيما في مسألة المصارف، خصوصاً أن عون لا يزال مصراً على ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بينما ميقاتي يفضل البحث عن مخرج من هذه الأزمة. وفيما يستمر عون بطرح إقالة سلامة، تقول المعلومات إن ميقاتي لا يزال يرفض بسبب عدم الاتفاق على بديل، وأنه بحال تم التوافق على البديل فحينها لكل حادث حديث.السفيرة الفرنسيةإلى ذلك، كانت لعون لقاءات ديبلوماسية استهلها باستقبال سفيرة فرنسا في لبنان السيدة آن غرييو، وأجرى معها جولة أفق تناولت العلاقات اللبنانية-الفرنسية وسبل تطويرها في المجالات كافة، إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية، لا سيما منها الوضع في أوكرانيا وردود الفعل الدولية حياله. كما تناول البحث التحرك الفرنسي-الخليجي لدعم لبنان اجتماعياً وإنسانياً إضافة إلى مسار التفاوض بين لبنان وصندوق النقد الدولي، وأهمية إقرار خطة التعافي المالي في اسرع وقت.
واستقبل عون وفد "نادي الشرق لحوار الحضارات" برئاسة السيدة فولا تنوري عبود التي شكرت رئيس الجمهورية على التهنئة التي وجهها إلى الرئيس الفخري للنادي المطران يوحنا درويش لمناسبة الاحتفال التكريمي الذي أقامه له النادي قبل أيام. كما تحدث نائب الرئيس والعضو المؤسس السيد ايلي السرغاني حول عمل النادي ونشاطاته في الحقول كافة. كما ألقى كل من عضو مجلس الأمناء المحامي عبد اللطيف سنو قصيدة ركز فيها على الدور الذي لعبه الرئيس عون في مكافحة الفساد في لبنان، والبروفسور الشيخ مخلص الجدة كلمة أشار فيها إلى أهمية ما قام به الرئيس عون في مجال تحقيق الاستقرار والسلم في لبنان.
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، ومثنيا على ما يقوم به النادي من نشاطات لا سيما لجهة تعزيز الروابط الثقافية بين المجتمع اللبناني وسائر المجتمعات، مشددا على أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل النزاعات وتعزيز التفهم والتفاهم المتبادل ضمن المجتمع الواحد وفي ما بين المجتمعات المختلفة. وقال: إنطلاقاً من أهمية الحوار تقدمت بمشروع إنشاء "أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار" في الأمم المتحدة التي صوتت عليه بغالبية 165 صوتاً، وذلك بغية تحقيق السلام بين الشعوب.إنجازات وعرقلةوأكد رئيس الجمهورية حرصه على متابعة ما بدأه لجهة مكافحة الفساد، رغم سعي بعض الأطراف لعرقلته، وهو ما تجلى منذ سنتين في مواجهة إصراره على التحقيق في حسابات مصرف لبنان. وقال إن بعض القرارات يعرقل صدوره في مجلس الوزراء لعدم توفر موافقة الثلثين، إلا أننا ورغم ذلك تمكنا من التصديق على مشاريع استخراج الغاز والنفط حيث تبين وجود الغاز، إلا أن الضغوط الدولية منعت من استكمال العمل، كما نجح لبنان في تطهير أراضيه من الإرهابيين وإقرار قانون الانتخابات وتحقيق الانتظام المالي من خلال انجاز الموازنات، بالإضافة إلى ملء الفراغ في الجسم الديبلوماسي، وذلك قبل استفحال الأزمة الاقتصادية.
وختم الرئيس عون بالإشارة إلى العرقلة التي يواصل ممارستها البعض وعدم اتخاذ التدابير لوقف الانهيار المالي الحاصل، متحدثاً عن عدم إقرار الكابيتال كونترول حتى الساعة على سبيل المثال لا الحصر، مؤكداً أن لبنان لا بد أن ينهض من جديد.