يتوقع أن تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضمّ 193 دولة الخميس، قراراً جديداً يطلب من روسيا وقفاً فورياً لحربها على أوكرانيا، وذلك مع مرور شهر على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكانت الجمعية العامة قد ناقشت الأربعاء في جلسة خاصة عاجلة، قراراً تقدّمت به أوكرانيا ومدعوماً من 88 دولة، صاغته أساساً فرنسا والمكسيك لطرحه على مجلس الأمن.
ويطالب النص بوقف فوري للأعمال العدائية التي تنفّذها روسيا ضد أوكرانيا، ولا سيما كافة الهجمات ضد مدنيين وأهداف مدنية. ويكرّر القرار "دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى روسيا لوقف هجومها العسكري" وكذلك يكرر دعوته إلى "إعلان وقف إطلاق نار واستعادة مسار الحوار والمفاوضات".
وأعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد أن النصّ يهدف أيضاً إلى "إنهاء هذه الحرب". وقالت إن القرار يوجّه هذه الدعوة "إلى الشخص الوحيد القادر على وقف العنف. وهذا الشخص هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. عبر التصويت لصالح هذا القرار، تصوّتون لصالح إنهاء الحرب" في أوكرانيا.
من جانبه، أكد سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير أن "فرنسا تدعو روسيا إلى وضع حدّ للعدوان على أوكرانيا الذي يقتل منذ شهر مدنيين، بينهم أطفال وطواقم طبية وصحافيون". وقال: "إنها مجزرة والأسوأ ما زال أمامنا"، مضيفاً أن "الأولوية القصوى هي الوقف الفوري للأعمال العدائية والاحترام الكامل للقانون الدولي الإنساني".
وكان مجلس الأمن الدولي قد رفض مساء الأربعاء، قراراً تقدّمت به موسكو حول "الوضع الإنساني" في أوكرانيا التي غزتها روسيا في 24 شباط/فبراير. ويتعلق القرار بإيصال المساعدات وحماية المدنيين بأوكرانيا.
وصوّتت روسيا والصين لصالح القرار، أما الدول ال 13 الأخرى دائمة العضوية في المجلس فامتنعت عن التصويت لإظهار أن النصّ الروسي "غير مقبول". ولم تحتَج أي من الدول دائمة العضوية الأخرى (فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا) إلى استخدام حق النقض (الفيتو) لأن القرار لم يحصل على الحد الأدنى من الأصوات لتبنيه.
ودافع السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن القرار وقال إنه "غير مسيّس" ويمكن أن "يهمّ الممثلين الإنسانيين الأمميين الموجودين على الأرض إلى حدّ بعيد".
في المقابل، قالت السفيرة البريطانية لدى لأمم المتحدة باربارا ودوارد إن "المملكة المتحدة لن تصوت لصالح أي قرار في مجلس الأمن أو الجمعية العامة لا يقرّ بأن روسيا هي المتسبب الأساسي في هذه الكارثة الإنسانية". وتابعت: "دعا المشروع الروسي جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وتجاهل أن روسيا هي التي ترتكب جرائم حرب. ودعا إلى حماية المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، ولكنه لم يشر إلى أن روسيا تقصف مستشفيات الولادة والمدارس والمنازل".
من جهته، قال السفير الفرنسي بعد التصويت: "هذا النص مجرد مناورة من موسكو لتبرير عدوان الاتحاد الروسي ضد أوكرانيا. الاتحاد الروسي يدعي أنه يهتم بالأوضاع الإنسانية في أوكرانيا بينما يضرب بعرض الحائط اتفاقيات جنيف والقانون الإنساني الدولي". وتابع: "إذا كانت روسيا تهتم لهذا الحد بمصير المدنيين الأوكرانيين فعليها إذاً أن تسحب قواتها من أوكرانيا".
وفي 2 آذار/مارس، صادقت 141 دولة عضو من الجمعية العامة خلال تصويت وُصف بأنه "تاريخي" على قرار غير ملزم "يطلب من روسيا التوقف فوراً عن استخدام القوة ضد أوكرانيا". وعارضت خمس دول بينها روسيا، القرار، فيما امتنعت 35 دولة عن التصويت بينها الصين.