نقلت الولايات المتحدة عدداً من منظومات "باتريوت" الدفاعية إلى السعودية بناءً على طلب الآخيرة، فيما رفعت الرياض مسؤوليتها عن أي أزمة عالمية في نقص النفط مع استمرار هجمات الطائرات بدون طيار الحوثية ضدها.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير، إن واشنطن نقلت عدداً كبيراً من منظومة الدفاع الجوي باتريوت إلى السعودية في شباط/فبراير، استجابة لطلب المملكة العاجل.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين للصحيفة إن عمليات النقل سعت إلى ضمان تزويد السعودية بالمنظومة الدفاعية التي تحتاجها بشكل كافٍ لصد هجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ التي يشنها الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن. وكانت السعودية ناشدت مراراً في وقت سابق الولايات المتحدة للحصول على مزيد من الصواريخ الاعتراضية بعد نقص كبير فيها.
وأضافت الصحيفة أن العلاقات الأميركية-السعودية تدهورت منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه بسبب قرار البيت الأبيض إزالة الحوثيين من قائمة الجماعات الإرهابية، وعلاقة الرئيس الأميركي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وشكّل الطلب السعودي للحصول على مزيد من المنظومة باتريوت نقطة خلاف بين واشنطن والرياض منذ فترة طويلة، مما أثار استياء المسؤولين السعوديين.
وعن سبب تأخر الإمداد، قال المسؤولون الأميركيون إن "قرار إرسال المنظومة الاعتراضية استغرق شهوراً بسبب ارتفاع الطلب على الأسلحة من قبل حلفاء الولايات المتحدة الآخرين والحاجة إلى الخضوع للتدقيق العادي، وليس لأن البيت الأبيض كان يؤخر عمداً".
وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن الصواريخ الاعتراضية والأسلحة الأخرى التي تم إرسالها إلى السعودية نُقلت من مخزونات أميركية في أماكن أخرى بالشرق الأوسط.
واعتبر المسؤولون أن توفير صواريخ باتريوت الاعتراضية لن يحل التوترات في العلاقة بين البلدين، حيث تأمل الولايات المتحدة أن تضخ السعودية المزيد من النفط للتخفيف من ارتفاع أسعار الخام في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا.
في السياق، حذرت وزارة الخارجية السعودية الاثنين، من "آثار وخيمة" قد تترتب على استمرار إيران في تزويد جماعة الحوثي في اليمن بتقنيات الصواريخ البالستية والطائرات المتطورة دون طيار التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة.
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية أن السعودية لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية، في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من الحوثيين المدعومين من إيران.
وكان الحوثيون قد شنوا مساء السبت وفجر الأحد ضربات الصاروخية هي الأقوى على منشآت لشركة أرامكو من بينها محطة للغاز ومرافق بنية تحتية أخرى في جنوب المملكة، مما أدى إلى اندلاع حريق في أحد المواقع ووقف إنتاج النفط مؤقتاً في موقع آخر.
وقال المسؤول في وزارة الخارجية السعودية: "تؤكد المملكة أهمية أن يعي المجتمع الدولي خطورة استمرار إيران في استمرائها بتزويد الميليشيات الحوثية الإرهابية بتقنيات الصواريخ البالستية والطائرات المتطورة دون طيار، التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة".
وأضاف أنه قد يترتب على ذلك "آثار وخيمة على قطاعات الإنتاج والمعالجة والتكرير، وعلى قدرة المملكة الإنتاجية والوفاء بالتزاماتها، الأمر الذي يهدد بلا شك أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية".
وقال مسؤول في وزارة الطاقة السعودية إن هجوم الحوثيين تسبب في خفض إنتاج مصفاة نفط تابعة لشرطة أرامكو في وقت تشهد أسواق الخام توترات على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
يأتي ذلك بعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي الذي يتولى تنسيق المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني عن "توقف" مفاوضات فيينا بعدما كانت بلغت مراحل حاسمة. فيما قال وزير الخارجية الإيرلندية سيمون كوفيني السبت، إن التوصل لاتفاق بشأن برنامج إيران النووي قد يتم خلال الساعات ال48 المقبلة.