كتب المحرر السياسي
″رُميَ الزهر″ على طاولة ″النرد الانتخابي″ ولا يبدو في الافق اي مستجدات على صعيد المشهد قبل ٢٤ ساعة من بدء عملية الانتخاب عند التاسعة من صباح السبت ١٩ آذار المصادف عيد مار يوسف.
وباستثناء بعض المقالات الموجهة ، والأخبار المسربة. يبدو وبحسب اتهامات لبعض الرابطيين “أن النسبة الأكبر من الإنفاق الانتخابي في الأيام الاخيرة استأثر بها رئيس لائحة “رابطة لبكرا” غسان خوري، الذي استعان بمكتب خدمات عامة، وجعل من مكاتبه في “المارينا”- ضبيه ، مركزا يدير منه معركته، ويلاحق بالاتصالات اليومية الأعضاء الذين سدد عنهم اشتراكاتهم، خوفا من عدم الوفاء بتعهداتهم”.
وويقول هؤلاء انه في الفترة الأخيرة حصلت مناوشات بين أطراف لائحة خوري كادت أن تفرطها لولا تدخل بعض “الرعاة”. وذلك بسبب السلوك الذي اعتبره البعض متطرفا لاحد المرشحين اللصيقين بخوري، ومواقفه الشديدة التعصب، حتى حمل هذا الموضوع بعض أعضاء اللائحة على السؤال: هل يمكن أن نحمل وزر هذا الطرح، وقد تعهد رئيس اللائحة بمعالجة الموضوع، من دون أن يحقق نجاحا حتى الان .
ويقول احد مدراء شركة إحصاء تتابع انتخابات الرابطة انه “وبخلاف ما اوردت إحدى صحف اليوم، فإن لائحة “تجذر وصمود” برئاسة السفير كرم تسجل تقدما واسعا على لائحة “رابطة لبكرا” برئاسة خوري رغم الإنفاق والوعود”.
واشارت اوساط مطلعة الى أن “ثمة محاولات تهويل وضغط يقوم بها معاونو خوري، وهذه الأساليب-بحسب العارفين – ليست من طباعه المعروفة باللين، لكنهم يقرون بعجزه عن لجم هؤلاء. وهذا ما يدفع إلى الخشية من أن تقود الرابطة في حال فوزه مجموعة من المغامرين المتناحرين.
كرم يتلقى الكثير من السهام، وأكثرها من لائحة خوري التي تعتبره منافسها الجاد، في حين يرى بعض أركان هذه اللائحة، أن المحامي كنعان رئيس لائحة” موارنة من أجل لبنان” سيحصل على أرقام متدنية، وأن ما يقوم به من دعاية هو للتغطية على ضعفه. لكن واقع الأمر وبحسب مطلعين أن كنعان لديه كتلة وازنة من الناخبين، ولائحته ستحصد اصواتا من طريق لائحة خوري. إضافة إلى أن كلا من كرم وكنعان فوجئا بالطريقة الاستفزازية التي تتعاطى بها لائحة “رابطة لبكرا” مع اللائحتين المنافستين لها، ومؤيديهما.
وكانت الروح الرياضية طبعت كل استحقاقات الرابطة المارونية، ومن البديهي أن تحترم هذه الروح ويعمل بها في هذا الاستحقاق.
علما أن نتائج الانتخابات هي التي ستحدد هوية الرابطة وجديتها في مقاربة الموضوعات، وقدرتها على إحداث فارق، وتحقيق خرق في واقع الطائفة المارونية المأزوم بتجديد إنتاج دور جامع طالما اتسمت به. فالرابطة “ليست فرنا” ولا ” مستوصفا” و”لا مركز اغاثة” ، فهذا شأن الجمعيات الكنسية والعلمانية في الطائفة المارونية. بل هي إطار نخبوي لعلمانيي الطائفة من مستقلين وحزبيين، يضعون الخطط ويرسمون الاستراتيجيات للدفاع عن الطائفة المارونية وتثبيت حضورها الوطني والاقتصادي والاجتماعي والتربوي والثقافي واستعادة ريادة حضورها. خصوصا ان الدور الذي ادته في ابطال مرسوم التجنيس ووقف العمل بقرار وزير العمل في شأن العمالة الاجنبية، وسواها من الامور، أعطت الرابطة الصفة والصلاحية لمراجعة في اي قضية غايتها الأضرار بمصلحة الطائفة المارونية انطلاقا من المباديء الميثاقية.
وفي أي حال ، فإن غدا لناظره قريب فإما رابطة تشبه أهدافها وثوابتها، وفية لتاريخها، وإما “رابطة- جمعية” تكون أقرب إلى نادي هواة.