تحقيق يارا المصري:
بعد حوالي نصف شهرٍ على الاجتياح الروسي لأوكرانيا، لا يزال المشهد على حاله. فرغم المحاولات الدولية لإنقاذ أوكرانيا من الكوارث الإنسانية، وتجنيب العالم حرباً عالمية ثالثة، يزداد عناد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حين تزداد عزلته الدولية وسط تعاطف ودعم كبير لأوكرانيا التي تعاني أزمة إنسانية لم تشهد أوروبا مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية.
وتلقي الازمة الروسية الاوكرانية بظلالها على العالم بأسره، لا سيما إقتصادياً بعد ارتفاع أسعار النفط وسط مساعٍ دولية لتعويض النفط الروسي. في حين تواجه روسيا خناقاً اقتصادياً، وسط عقوبات دولية وعزلة سياسية قاسية. كلها أحداث لا يمكن اعتبارها إلا بداية لكارثة اقتصادية وسياسية عالمية إذا استمرت الحرب طويلاً.فما تداعيات تلك الحرب على طرفي الصراع (روسيا وأوكرانيا) من جهة وعلى النظام العالمي من جهة أخرى؟
الحرب الباردة الجديدة
تفاجأ الرئيس بوتين مع دخوله أوكرانيا بقوة المقاومة الأوكرانية بوجه جيشه الروسي، بعدما كان قد راهن على ضعف جيش خصمه وسهولة استسلامه.
كما تفاجأ بوتين بالدعم والتعاطف الدولي إلى جانب الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي الذي أصبح “بطلاً مقاوماً” بنظر شعبه والعالم في مقابل تخلٍّ عالمي عن روسيا، حتى من أقرب حلفائها.
ويراهن الغرب اليوم على سقوط بوتين في الداخل الروسي بعد تضييق الخناق على روسيا سياسياً واقتصاديا. استمد بوتين شعبيته في الداخل الروسي، بعد النهضة الإقتصادية التي أحدثها لروسيا بعد التسعينات، ومساهمته في زيادة نسبة الطبقة الوسطى في المجتمع الروسي. لذا يخطط الغرب اليوم لإضعاف بوتين عن طريق إحداث نقمة شعبية روسية بوجهه، جراء الأزمة الإقتصادية التي قد تحدثها تلك العقوبات.
ويرى المحلل السياسي والأستاذ الجامعي د. مكرم رباح في حديث لـIMLebanon أن “بوتين اليوم امام خيار واحد وهو المواجهة العسكرية والسياسية والإقتصادية مع الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا، ويراهن أن هذا الغزو سيتعب إقتصاد هذه الدول لذا سوف يكون هناك ضغط أكبرعلى الغرب”.
ويضيف: ” سوف ينهار الإقتصاد الروسي إلا أن بوتين لا يراهن إلا على فوزه ولو معنوياً وعسكرياً”.
التهديد بالنووي
تداولت وسائل الإعلام تقارير تظهر سيناريوهات الحرب العالمية الثالثة، التي أكدت روسيا والغرب بأنه في حال اندلعت سوف تكون “نووية ومدمرة”. وازداد الأمر خطورة بعدما أمر بوتين قواته النووية بالتأهب.
د. رباح استبعد احتمالية اندلاع أي حرب نووية، قائلا أن “التلويح باستعمال النووي هو مجرد مناورة يحدثها بوتين لتذكير العالم بأنه يملك هذه الترسانة، وهو لن يقوم باي استعمال تكتيكي لهذا السلاح، طالما لا تتعرض روسيا إلى هجوم مباشر. وهذا التهويل هو خير دليل أن بوتين مهزوم وأداءه العسكري على أرض الواقع مضر بسياسته الدولية”.
أوكرانيا الجديدة