عمد مجهولون منذ مدة على استباحة حرج السنديان في قرية كرم زبدين في منطقة وادي خالد الحدودية وقطعوا مرات عديدة أشجار السنديان العتيقة، بغية بيعها حطبا للمواقد وتحقيق ارباح كبيرة على حساب الغطاء الحرجي الاخضر لهذه المنطقة، الامر الذي بات يهدد بإبادة هذه البقعة الخضراء على يد تجار فعلوا مناشيرهم دون رحمة وحيث لا حسيب ولا رقيب ولا حماية او تدخل مأموري الاحراج والقوى الامنية.
وترك الامر بعهدة عدد من أبناء القرية الحريصين على ديمومة هذا الحرج الجميل لمنع هذه التعديات والتصدي للعابثين لكن دون جدوى، وهم يتخوفون من تطور الامور نحو الاسوأ وهذا ما لا يرغبون به على الاطلاق، الامر الذي دفع بالناشطين البيئيين من مختلف المناطق الى رفع الصوت مناشدين وزراء الداخلية والبيئة والزراعة التدخل لوضع حد لهذه التعديات المتفلتة لانقاذ حرج السنديان في قرية كرم زبدين الان دون إبطاء ومعاقبة المعتدين.
وذكروا أيضا أن أحراجا أخرى في مناطق عكارية عدة تتعرض للتعدي بحجة التدفئة المنزلية، وايجاد بديل للمازوت الذي لم يعد بمتناول قدرات العائلات العكارية.
واشار رئيس مجلس البيئة في القبيات الدكتور انطوان ضاهر الى أن “هناك فلتانا مستشريا من قبل من يتاجر بالحطب. وحملات إبادة تهدد الغابات في غالبية مناطق عكار، إذا استثنينا القبيات حيث التعديات نسبيا، تبقى طفيفة بسبب سياسة البلدية والبيئيين ومآمير الأحراج”.
وحض جميع البلديات ومراكز الاحراج على تحمل مسؤولياتهم تجاه بيئة بلداتهم ومنطقتهم وحمايتها، وقال: “أوصلنا المسؤولون إلى هذا القعر من دولة كل مين إيدو إلو، حيث على المواطنين الصالحين التعرض لخطر الدفاع عن بيئة لبنان وطبيعته في وجه من يتاجر بكل شيء. صحيح أن الناس بدا تتدفى، لكن الأصح أن هذه الغابات عاشت دهورا وكانت المصدر الوحيد للطاقة ولم تندثر لأن جدودنا كانوا يستعملون طرق التفريد والتشحيل وأخذ اليابس، أي أنهم كانوا، على عكس تجار حطب هذه الأيام، يطبقون من دون أن يدروا، مبادئ التنمية المستدامة”.