“يا لطيف” كلمة تكررت امس مرات عدة من قبل المواطنين سواء في السوبرماركات او محال الخضار او لدى بائعي اللحوم والدجاج والمواد الغذائية.
“يا لطيف” على سعر كيلو البندورة الذي تخطى امس الـ 18 الف ليرة وباقة البقدونس لامست الخمسة الاف ليرة ما يعني ان تحضير صحن تبولة بات مكلفاً مع الزيت البلدي والحامض الذي تخطى العشرة الاف اما البرغل فالكيلو الواحد لامس الـ25 الف ليرة.
“يا لطيف” كيف وصل سعر منقوشة الزعتر الى عشرة الاف ليرة وهي ترويقة الفقير الذي بات يعتمد التقنين حتى في شرائها ولسان حال البائع والشاري واحد “مش قادرين نكمل بهالوضع”.
“يا لطيف” كيف نطحت كرتونة البيض المئة الف ليرة وكيلو اللحم تخطى المئتي الف ليرة من دون ان ننسى اسعار الدجاج والاسماك، فماذا يأكل المواطن وكيف يؤمن عيشه اليومي وعيش عائلته؟.
“يا لطيف” كيف يقضم اشتراك المولد الراتب بكامله، حتى ان البعض يستدين للتمكن من دفع الفاتورة فيما كهرباء الدولة غائبة عن التغذية وحاضرة لتسطير المحاضر للمتخلفين عن الدفع لاسيما في الاحياء الفقيرة التي لا يملك قاطنوها ثمن رغيف الخبز.
“يا لطيف” كيف ان القيمين على البلد لا زالوا يتجادلون ويتبادلون الاتهامات ونشر غسيلهم الوسخ عبر شاشات التلفزة والمنابر الاعلامية من دون ان يرف لهم اي جفن ومن دون اي اكتراث لحال المواطنين.
“يا لطيف” كيف اننا كأهالي وابناء هذا البلد لا نزال نُحلل ونحرِّم ونطرح النظريات وننتظر الفرج من دون ان نحرك ساكناً لقلب الطاولة على رؤوس من اوصلنا الى قول “يا لطيف” على معظم احوالنا.
يبقى انه لا يسعنا القول الا “يا لطيف” ألطف بنا فانت العليم القدير الحكيم، والوحيد القادر ان يعلم ادق تفاصيل حياة كل واحد منا ومعاناته ووجعه وتعبه، ألطف بشعب يجوع عن بكرة ابيه، يُذل من شبابه الى شيبه ويهان في اليوم عشرات المرات ولم يعد يراهن الا على لطفك واعاجيبك للخروج من المحنة القاسية التي يمر بها.