قال مساعد وزير الخارجية الفلسطيني أحمد الديك، أن هواتف 3 دبلوماسيين فلسطينيين استُهدفت ببرنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس"، مضيفاً في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية: "بالطبع هم الإسرائيليون. هم الوحيدون القادرون والمهتمون بالتجسس على هواتف ثلاثة دبلوماسيين فلسطينيين".
وفيما لم يتم التأكد بعد من صحة الاتهامات بطريقة مستقلة، فإنها تزيد من التدقيق في الشركة المصنعة للبرنامج "NSO GROUP" التي وضعتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في اللائحة السوداء، لأن البرنامج الذي تبيعه للحكومات استخدم لملاحقة المعارضين والصحافيين والمحامين.وزادت الاتهامات من الأسئلة حول استخدام إسرائيل برنامج "بيغاسوس" لمراقبة أرقام هواتف إسرائيلية. ولم يقدم الديك مزيداً من المعلومات أو أدلة على اختراق الهواتف ولا لوائح بالمكالمات تؤكد الاختراق، ورفض التعليق أكثر. لكن مسؤولاً فلسطينياً ثانياً، رفض الكشف عن هويته، قال أن هناك اثنين من المسؤولين الفلسطينيين كانا يعملان في حملات لملاحقة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية.ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق، وكذا جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت"، بينما قالت شركة "أن أس أو" أنه ليس لديها فكرة أو معلومات عمن تعرض للرقابة من الحكومات التي تستخدم برنامجها.وقالت الشركة في الماضي أن لائحة زبائنها سرية، ولم يُعلن أن الحكومة الإسرائيلية واحدة منهم. ونشرت وكالة "أسوشيتد برس" الاتهامات للمرة الأولى، وذلك بعد إعلان خبراء في الأمن الإلكتروني عن استخدام "بيغاسوس" لاختراق هواتف ناشطين فلسطينيين في مجال حقوق الإنسان عملوا في منظمات استهدفتها إسرائيل واعتبرتها جماعات محظورة.ونفت إسرائيل التي تصدر التصاريح لبيع البرنامج للحكومات الأخرى، أن تكون قد استخدمته. إلا أنه وبحسب السياسة الإسرائيلية، فالمسؤولون الإسرائيليون لديهم الصلاحية لاستخدام البرنامج ضد أرقام هواتف إسرائيلية. ويسمح برنامج "بيغاسوس" باختراق الهواتف من بعد لنقل معلومات منها وتحويلها إلى أجهزة تجسس على صاحبها وتحديد أماكن وجودهم والاستماع لاتصالاتهم والتلصص على صورهم ولقطات الفيديو.وواجهت الشركة نقداً واسعاً في السنوات الماضية نظراً لبيعها البرنامج لعملاء استخدموه ضد أشخاص كانوا على علاقة قريبة مع الصحافي جمال خاشقجي، الذي قتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، ومحامين في المكسيك وصحافيين استقصائيين في هنغاريا ومراسلين لصحيفة "نيويورك تايمز".وزادت الرقابة على نشاطات الشركة وعلاقاتها مع الحكومة الإسرائيلية هذا الصيف بعدما كشف تحقيق دولي عن حجم الرقابة واستخدام "بيغاسوس" لاختراق هواتف ناشطين وصحافيين في عدد كبير من الدول. وقررت إدارة بايدن، الأسبوع الماضي، وضع الشركة في اللائحة السوداء، ومنعت الشركات الأميركية من التعامل معها.لكن إسرائيل التي تتعامل مع البرنامج كمنتج يتعلق بالأمن القومي، تحاول الضغط وإقناع واشنطن برفع العقوبات عن الشركة. ووافقت محكمة أميركية هذا الأسبوع على قبول دعوى قانونية ضد "أن أس أو" لاستخدامها تطبيق الرسائل واتساب لاختراق هواتف معارضين سياسيين. ورفضت المحكمة قبول زعم الشركة أنها محصنة من المحاكمة لأنها عملت كوكيل عن حكومة أجنبية. وبدت الأزمة في الشركة واضحة يوم الخميس الماضي عندما استقال مدير تنفيذي بارز من منصبه في الشركة قبل أن يتولى المنصب فعلياً.