أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي السبت، دعمهما لعودة العمل بالاتفاق النووي الإيراني بصيغته الأصلية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، إن "لافروف وعبد اللهيان، في مكالمة جرت بينهما بمبادرة من الجانب الإيراني، أوليا اهتماماً خاصاً إلى مستجدات الوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة ببرنامج إيران النووي، وأفق استئناف المباحثات الدولية بشأن إمكانية إحياء الصفقة في فيينا".وأضاف البيان "أبدى الطرفان تأييدهما لاستئناف الاتفاق النووي بصورته المتوازنة الأصلية التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي"، وأكدا أن "هذا هو السبيل الصحيح الوحيد لضمان حقوق ومصالح كافة أطراف الاتفاقات الشاملة".ولفت إلى أن "المكالمة تناولت الزيارة القادمة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى طهران".ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عن لافروف قوله خلال الاتصال إنه "على كل الأطراف العودة إلى الاتفاق النووي، وكخطوة أولى على الولايات المتحدة أن تنفذ تعهداتها"، مؤكداً "ضرورة توقف واشنطن عن اتخاذ الاجراءات التخريبية لمسار الاتفاق النووي".من جهته، ثمّن عبد اللهيان "المواقف الروسية البناءة والإيجابية بخصوص الملف النووي"، وقال إن "حصول تطور سريع في المفاوضات مرهون بابتعاد الأطراف الأوروبية والولايات المتحدة عن المطالبات خارج إطار الاتفاق، وانتهاج أسلوب واقعي وبنّاء".وأضاف أن "إيران ستتابع مطالبها بقوة خلال المفاوضات القادمة"، وقال "إذا عادت الولايات المتحدة إلى تعهداتها فإن إيران أيضاً ستلتزم بكل تعهداتها المنصوصة في الاتفاق النووي".وأعلنت إيران في وقت سابق الأربعاء، أن المباحثات حول الاتفاق النووي التي تم تعليقها في حزيران/يوليو تُستأنف في 29 تشرين الثاني/نوفمبر.
قلق إسرائيلي وعقب إعلان إيران عن موعد استئناف الاتفاق النووي، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قولها إنه "يصعب إحياء هذا الاتفاق، لأن النشاط النووي الإيراني تغير بالكامل"، مشيرةُ إلى أن "الرئيس إبراهيم رئيسي، ومعه فريق المحافظين المتشددين الذين شكلهم بجانبه، لن يتراجع عن التقدم الذي أحرزه في البرنامج النووي" منذ أن تخلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الاتفاق في العام 2018.وقالت "القناة 12" الإسرائيلية إن "الإيرانيين لن يتخلوا عن أجهزة الطرد المركزي المتقدمة وعن اليورانيوم المخصّب في مستودعاتهم"، إذ "لديهم كمية كافية تقريباً لبدء التفكير في حيازة الأسلحة النووية، ولن يسمحوا لمفتشي الوكالة الذرية بالوصول إلى المواقع التي رفضوا الوصول إليها حتى الآن".
وأضافت أن "المعطيات الإسرائيلية لا تتحدث عن مسافة سنة حتى استحواذ إيران على السلاح النووي، بل إن الحديث يدور عن بضعة أشهر فقط"، مشيرةً إلى أن "ما يقلق إسرائيل هو أن طهران لديها قناعة بأن هناك ليونة في المواقف الأميركية في هذا الشأن".وتابعت القناة: "مع أن إيران قد تكون على استعداد للانضمام لإعلان تجديد الاتفاق النووي، فإنه من الناحية العملية يعتقد الإسرائيليون أنهم أمام خديعة كبيرة، كما خدعتهم من قبل الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما"، مذكّرة أنه "بعد رفع العقوبات الاميركية حينها، لم تتزاحم الشركات الغربية للاستثمار والقيام بأعمال تجارية في إيران"، مضيفةً أن الإيرانيين يخشون أن يكون هذا هو الحال مع الرئيس الأميركي جو بايدن.