اندلعت مواجهات عنيفة قرب مداخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد، بين قوات الأمن ومتظاهرين من أنصار فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران، عند محاولتهم اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة من 3 مداخل من أصل 4.
وجاءت هذه التظاهرات بدعوة من تحالف "الفتح"، الذي يضم فصائل الحشد الشعبي، والرافض لنتائج الانتخابات. وطلبت الفصائل من أنصارها في المحافظات كافة الخروج في تظاهرات تحت عنوان "جمعة الفرصة الأخيرة".ورشق المتظاهرون قوات مكافحة الشغب بالحجارة قرب بوابة المنطقة الخضراء من جهة وزارة الدفاع. وقال مصدر أمني لوكالة "فرانس برس"، إن المتظاهرين، و"غالبيتهم من مناصري كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق"، وهما من الفصائل الأكثر نفوذاً في قوات الحشد الشعبي التي تشكل جزءا من القوات العراقية الحكومية، "حاولوا اقتحام المنطقة الخضراء من جهة قريبة من وزارة الدفاع، وقاموا برمي الحجارة، لكن تم ردعهم من قوة مكافحة الشغب".
⭕️يحدث الان..عند بوابة المنطقة الخضراء pic.twitter.com/qH2YNnTOYk
— هشام علي / husham ali (@husham_ali1) November 5, 2021
وكثفت قوات الأمن العراقية الجمعة، تواجدها وانتشارها في محيط المنطقة الخضراء، بعد الدعوات للتظاهر. وقال مصدر أمني في شرطة بغداد لوكالة "الأناضول"، إن قوات مكافحة الشغب أغلقت طرقاً رئيسة عدة في بغداد، وفرضت تشديدات أمنية. وأوضح أن "توجيهات صدرت بضرورة احتواء الموقف المتصاعد بين قوات الأمن والمتظاهرين في محيط المنطقة الخضراء والتي تضم مقار السفارات والبعثات الأجنبية".
وحاز تحالف الفتح على نحو 15 مقعداً فقط في انتخابات 10 تشرين الأول/أكتوبر، بحسب النتائج الأولية. وكان عدد أفراد كتلته في البرلمان المنتهية ولايته 48. وندّد قياديون في التحالف بما وصفوه بأنه "تزوير" في العملية الانتخابية.ويقول مراقبون إن الخسارة التي سجلها الحشد الشعبي تعود إلى خيبة أمل ناخبيه من أدائه السياسي وإخفاقه في تلبية تطلعاتهم، بالإضافة إلى العنف والممارسات القمعية المنسوبة للفصائل المكوّنة للحشد، لا سيما خلال تظاهرات تشرين الأول/أكتوبر 2019 التي طالبت بإسقاط الطبقة السياسية ونددت بنفوذ إيران. ويتهم ناشطون الفصائل الموالية لإيران بالمسؤولية عن اغتيال وخطف العشرات من الناشطين خلال العام الماضي.
والخميس، هددت "اللجنة التحضيرية للتظاهرات الرافضة لنتائج الانتخابات" باللجوء إلى التصعيد في المرحلة المقبلة حال الإبقاء على النتائج المعلنة. ودعت اللجنة في بيان، إلى "الخروج بتظاهرات سلمية قبل أن تبدأ في مرحلة تصعيدية أخرى" لم تحدد طبيعتها.وبدأت مفوضية الانتخابات في العراق بإعادة فرز أصوات 2000 محطة انتخابية استجابة لنحو 1400 طعن مقدم من المرشحين والكتل السياسية. وقالت المفوضية، إن نتائج الفرز اليدوي متطابقة تماماً مع النتائج الإلكترونية في المحطات التي استكملت فرز الأصوات فيها يدوياً.وواجهت النتائج الأولية اعتراضات واسعة من قوى وفصائل في الحشد الشعبي، إثر خسارتها لنسبة كبيرة من مقاعدها البرلمانية. وحصد التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، أكثر من 70 مقعداً وفق النتائج الاولية، أي ستكون له مجدداً الكتلة الأكبر في البرلمان، ولكنه لا يملك الغالبية فيه.وتعليقاً على أحداث الجمعة، قال الصدر في تغريدة: "لا ينبغي أن تتحول المظاهرات السلمية من أجل الطعون إلى مظاهرات عنف واستصغار للدولة"، مضيفاً أنه "لا ينبغي للدولة أن تلجأ للعنف ضد المتظاهرين السلميين".