استطاعت خريجة كلية الهندسة الزراعية، هيلين درك، أن تكون من أوائل من يزرعون نبتة الكركم بالضفة الغربية في قرية دير الغصون شمال طولكرم، لترويجها في أسواق الضفة الغربية ومواجهة البطالة التي تعصف بالخرجين الجدد.
فكرة المشروع جاءت من خلال بحثها عن إنتاج محصول نادر لم يزرع من قبل في فلسطين والضفة الغربية تحديداً، وقد وجدت في نبتة الكركم ضالتها، وتقول هيلين: “إن نبتة الكركم لا تتواجد في السوق المحلي وإنما يتم استيرادها من الخارج، لذلك أصريت على إنتاج المحصول لتغطية ولو جزء بسيط من حاجة السوق المحلي خصوصاً أنه ذو قيمة غذائية عالية وله واستخدامات كثيرة”.
قلة الوظائف في مجال تخصصها شكلت دافعا إضافيا وراء التوجه نحو هذا المشروع، ونتيجة لحداثة التجربة فقد واجهت هيلين تحديا في غياب تجارب سابقة تعتمد عليها كمرجع في متابعة المحصول ورعايته وتسميده، لذلك استعانت باستشارة ذوي الاختصاص في الإغاثة الزراعية وغيرها.
وتقول هيلين: “لقد بدأت في إنشاء مكان مخصص وهو بيت بلاستيكي وزرعت درنتي كركم في كل أصيص، مع توقعي أن تنمو درنة واحدة على الأقل لتبلغ نصف كيلو من الوزن بحيث تكون صالحة للاستخدام بالكامل، ويتم استخدامها كدرنة كاملة بدون استخدام مواد غير طبيعية، وكذلك كبهار للطعام، ويمكن استخدامها كورد زينة وذلك لجمال زهرتها البنفسجية بالإضافة إلى استخدامات علاجية”.
وبعيداً عن العقبات المتعلقة بالإنتاج، واجهت هيلين صعوبة في إقناع الناس بتوجه الفتيات نحو مشاريع زراعية تحتاج إلى قوة بدنية، لكن تشجيع الأهل دفعها إلى المضي قدما في مشروعها.
وأضافت هيلين قائلا: “سأستمر في مشروعي وأحقق حلمي بامتلاك أكبر مزارع للكركم، وأدعو كل الخريجين الجدد للتوجه نحو المشاريع الزراعية ونحو الأرض التي نرتبط بها وترتبط بنا”.
ويعد مشروع هيلين واحداً من أهم المشاريع الخلاقة في المجال الزراعي، بحيث يواجه البطالة المتفشية في فلسطين ويساعد النساء وفئة الشباب اقتصادياً بتوفير مصدر دخل لهم.