لقد بات واضحاً أنّ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ستحظى بثقة مريحة في الجلسة النيابية التي ستنعقد بعد ساعات في قصر الأونيسكو، والمخصّصة للتصويت على الثقة. وفيما تتفرد كتلة القوات اللبنانية بقرارها القاضي بحجب الثقة عن الحكومة، يُرجّح أن تصوّت غالبية الكتل النيابية الأخرى على الثقة، وأنّ النواب الذين قد يصوّتون على الثقة يتراوح عددهم ما بين90 إلى 95 نائباً بالحد الأدنى، و100 نائب كحدٍ أقصى. إلّا أنّ الثقة الحقيقية ستكون ثقة الناس بناءً على إنجازات هذه الحكومة، وإذا ما ستكون على قدر آمال اللبنانيين، وانتشالهم من الأزمات التي يعيشون فيها.
مصادر نيابية أكّدت لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أنّ الثقة الكبيرة التي ستفوز بها الحكومة ستمكّنها من القيام باتخاذ الإجراءات المطلوبة لمعالجة الأزمة الاقتصادية وأزمة المحروقات، متحدثةً عن تصميم الرئيس ميقاتي على العمل لحل أزمة الدواء، والمحروقات، والكهرباء، بأي ثمن، وأنّه ابتداءً من غد الثلاثاء ستكون هناك اجتماعات متواصلة للجان الوزارية، ومناقشة كل الملفات، وأنّ النتائج الإيجابية لهذه الاجتماعات ستظهر تباعاً مدعمةً بإجراءاتٍ عملانية على أرض الواقع.
توازياً، أعرب عضو كتلة الوسط المستقل، النائب علي درويش، في اتصالٍ مع “الأنباء” الإلكترونية عن ارتياحه لتطورات الأمور قبل الجلسة، مشيراً إلى أنّها تسير على قدمٍ وساق، متوقعاً أن تنال الحكومة ثقةً مريحة جداً تصل إلى حدود 90 صوتاً أو أكثر.
وأشار إلى أنّ تكتل لبنان القوي سيمنح الحكومة الثقة، وهذا تأكّد بعد زيارة النائب جبران باسيل لرئيس الحكومة، وكون رئيس الجمهورية موافقاً على التشكيلة الحكومية، فهذا يعني أنّ التيار الوطني الحر مع إعطاء الثقة للحكومة.
وعن رفض القوات اللبنانية التصويت على الثقة، قال: “القوات لديها خياراتها، ونحن نحترم هذه الخيارات. وقد يكون لديهم موقفاً معيّناً، وهذا حقّهم”، لافتاً إلى وجود توازنات بداخل الحكومة، وبإمكانها العمل لانتشال لبنان من هذه الأزمة، آملاً أن تتوصل الحكومة إلى اجتراح حلولٍ سريعة ابتداءً من يوم الثلاثاء لمعالجة معظم الأزمات، وعلى الأخص أزمة المحروقات، وما يشير إلى الحلحلة انخفاض سعر الصرف (للدولار).
ولفت درويش إلى أنّ الرئيس ميقاتي سيعقد بعد نيل الحكومة الثقة لقاءات مع وزراء الاقتصاد والطاقة لمعرفة الأسباب التي تحول دون خفض أسعار المواد الغذائية، بعد تراجع سعر الصرف وكذلك بالنسبة للمحروقات، كما وعد بتشكيل ورش عمل في الحكومة من اللجان التي تشكلت، فالإجراءات على الأرض انطلقت، ولقد دقّت ساعة العمل، ومن ثبتَ أنّه لن يتقاعس طوال الأزمة سيُكافأ على ما قام به والعكس بالعكس.
من جهةٍ ثانية، أشار عضو تكتل الجمهورية القوية، النائب أنيس نصار، الى أنّ التكتل سيشارك في الجلسة النيابية اليوم، لكنّه سيمتنع عن إعطاء الثقة للحكومة، وأنّ النائب جورج عدوان سيتحدّث باسم التكتل، وإذا قامت الحكومة بالإصلاحات المطلوبة سوف نصفّق لها.
عضو كتلة المستقبل، النائب بكر الحجيري، أشار في اتصالٍ مع “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّ كتلة المستقبل ستعطي الرئيس ميقاتي “نَفَسْ” لمعرفة ما يمكن أن تفعله حكومته، وستمنح الكتلة الثقة للحكومة على أمل أن تقدم شيئاً للناس، بالرغم من أنّ الأمور ليست مشجعة.
وقال: “كيف يمكن أن نتفاءل بوجود هيك إدارة، مشيراً إلى أن النائب بهية الحريري ستتحدث باسم الكتلة، وأنّه ستكون لها مداخلة تسأل فيها رئيس الحكومة إذا كان قادراً على وقف التهريب، وتحسين ساعات التغذية بالكهرباء، ووقف طوابير الذل على محطات المحروقات.