قبل أواخر القرن التاسع عشر، كانت السفن صغيرة الحجم وتصنع من الخشب والبامبو. لكن تلك الصناعة تطورت وتغيرت كثيرًا بعد اختراع المحركات البخارية، وبعدها بدأت صناعة السفن من الصلب ثم تطورت بشكل أكبر في الوقت الحالي إلى مواد أقل وزنا مثل الألمونيوم والفايبر.
تم إطلاق قارب من الخرسانة لأول مرة في عام 1855، عندما قام المهندس الفرنسي لويس لامبو ببناء قوارب من الخرسانة، والتي تم تعزيزها بشبكة حديدية.
وبدأ الإنتاج الضخم للسفن الخرسانية خلال الحرب العالمية الأولى، تم استخدامها كوسيلة نقل رخيصة.
وحققت السفن الخرسانية شعبية كبيرة خلال الحرب العالمية الثانية. تم إنتاجها بنشاط في الولايات المتحدة ليس بسبب جودتها، ولكن كون السفن العادية كانت أهدافا سهلة لطوربيدات الغواصات الألمانية، بالإضافة لقلة الحديد في تلك الفترة.
وكانت هذه ما تسمى بالسفن من فئة ليبرتي، والتي تم إنشاؤها خصيصا لتلبية الاحتياجات العسكرية، ومدة خدمتها في المتوسط 5 سنوات، لأنه كان من الصعب إصلاحها. وكانت هذه السفن نفسها التي جلبت جزءا كبيرا من الجيش خلال عمليات إنزال الحلفاء الشهيرة في نورماندي. وبعد رسوّها، تم استخدامها كحواجز.
إيجابيات وسلبيات السفن الخرسانية
يعتبر هذا النوع من السفن رخيصة الثمن من ناحية تصنيعها. تكنولوجيا التصنيع بسيطة للغاية وتتطلب حدًا أدنى من الحديد، لا تتأثر بالنار ولا الصدأ.
أما أبرز سلبياتها، تعرضها للغرق بشكل أكبر من السفن الأخرى بسبب هيكلها الثقيل، بالإضافة لصعوبة مرورها في المياه الضحلة.
لم يتم استخدام هذا النوع من السفن في روسيا على نطاق واسع. ربما لأنها لم تواجه أي مشاكل مع إنتاج المعادن، ناهيك عن الموارد، هناك الكثير من الخشب والحديد، بحسب موقع “المكتبة العربية الروسية”.
يذكر أن سبع سفن خرسانية طافية لغاية الآن بمثابة رصيف عائم لحاجز الأمواج على أحد الأنهار الكندية.