الترقب سيّد الموقف على المسار الحكومي.. على وقع رهانات وتوقعات، تلتقي على استبعاد رؤية حلحلة حكومية في الساعات المقبلة، في ظل أسئلة محورية: مَن يصرخ أولاً!
عضّ الأصابع، لا يجري، خارج خضم الأزمات المتفاقمة، إذ يجري الترويج لأزمة محروقات لا تُبقي ولا تذر في غضون أيام لا تتجاوز الاربعاء المقبل (15 أيلول الجاري)، مبشرة برفع الدعم، في وقت، يغطُّ مصرف لبنان في سبات من السكوت، وينبري محركو كارتيلات النفط بالعزف على اختفاء المحروقات (أزمة) ثم البحث عن حل (رفع الدعم) بارتفاع سعر صفيحة البنزين إلى ما يتجاوز الـ300 ألف ليرة لبنانية، وصفيحة المازوت إلى 280 ألف ليرة.. مع ارتفاع لتعرفة السرفيس (25 ألف ليرة لبنانية).
ولا يقتصر الأمر على المحروقات، ففقدان المازوت جعل في ظل غياب وزارة الاقتصاد المطاحن تبشر بأزمة خبز، وفقدانه من الأسواق.. فيما مؤسسات المياه في بيروت وجبل لبنان والبقاع والجنوب والشمال، «تكشح» عن تزويد المواطن بالمياه، وتتركه لمحتكري المياه، وصهاريج السوق السوداء، تسد بعضاً من رمقه إلى المياه.
أما حديث العودة إلى المدارس، في ظل الاعتصام التربوي لأساتذة القطاعين الخاص والعام امام الأونيسكو، الرافض للعودة إلى التعليم ما لم توفّر المحروقات، ويعاد النظر بالرواتب، فيطغى على ما عداه، لجهة ارتفاع أسعار القرطاسية، الذي يحل ككارثة على الأهل، بعدما دخلت السوق السوداء، في الاتجار بالقلم والدفتر والممحاة مضروبة بأكثر من 15 ضعفاً، فضلاً عن الزي المدرسي وأسعار الكتب، لدرجة ان علبة التلوين للأطفال باتت بـ40 ألف ليرة..
تفاؤل.. وتحفظ
حكومياً، تتراوح اجواء اتصالات تشكيل الحكومة بين تفاؤل اوساط القصر الجمهوري بمعالجة عقدتي حقيبة الاقتصاد واسمي الوزيرين المسيحيّين، وبين تحفظ من اوساط الرئيس نجيب ميقاتي من دون قطع حبل التواصل بل بالعكس ثمة معلومات عن تواصل غير مباشر بين الرئيس المكلف وبين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لمعالجة العقد القائمة.
وعلى هذا ذكرت مصادر متابعة لاتصالات التشكيل ان نقاط الخلاف لا زالت قيد البحث حول الحقيبة البديلة للاقتصاد التي سيتولى الرئيس ميشال عون تسمية وزيرها في حال تولى الرئيس ميقاتي تسمية وزير الاقتصاد، كما يجري تبادل اسماء للوزيرين المسيحيين اللذين سيتوليان حقيبتي السياحة والمهجرين واللذين يفترض اختيارهما بالتوافق بين الرئيسين لمنع حصول اي طرف على الثلث الضامن، لكن الجو ليس متشنجاً وهناك رغبة في الحلحلة وربما اصبحت في الخواتيم. لكن تبديل الاسماء والطوائف للحقائب يعيد خلط الاوراق.
اضافت المصادر: انه طالما حبل التواصل قائم فهذا يعني ان نسبة وإمكانية التوصل الى تفاهم اعلى من نسبة إمكانية الفشل. وان الرئيس ميقاتي يعمل على بلورة صيغة حكومية شبه نهائية ولن يزور قصر بعبدا إلّا وهي في جيبه بعدما يكون التوافق قد حصل.
وقد دخلت اوروبا على خط التحذير من تفاقم الازمة، حيث دعت الكتلة الاشتراكية الأوروبية التي زار وفد منها لبنان مؤخراً، إلى «معاقبة معطّلي حل الأزمة اللبنانية، مشددة على وجوب الحد من سياسة الإفلات من المحاسبة داعية القضاء اللبناني إلى تحمل مسؤولياته. واعتبرت الكتلة أن النظام الطائفي في لبنان عقبة امام مستقبل البلاد.
كما قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا من دار الفتوى حيث بحثت مع مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، في الشؤون اللبنانية وأوضاع المنطقة: ناقشنا الأزمة المتفاقمة في لبنان وتأثيرها العميق على الشعب والحاجة إلى حلول فورية. توافقنا على اعتبار أن تشكيل الحكومة لا يمكن أن يتأخر أكثر من ذلك. لقد نقلت اليه مدى جهود الأمم المتحدة المستمرة لدعم لبنان وشعبه».
وعلمت «اللواء» من مصادر سياسية مطلعة أن هناك عملية تبدلات تحصل في بعض الحقائب والأسماء لأن اي تبديل في حقيبة يدفع إلى إجراء تبديل في حقيبة أخرى. وأشارت المصادر إلى أن حقيبة الاقتصاد لا تزال هي العقدة خصوصا أن الأسماء المطروحة يجب أن يحظى احدها على التوافق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف. وفهم أن هناك مسودة تنقلت أول من أمس بين بعبدا والبلاتينوم من خلال موفدين وكانت هناك أسماء يتم ترتيبها وأخرى ناقصة.
وافيد أن بعبدا لا تزال على تفاؤلها لتأليف الحكومة وتنتظر رئيس الحكومة المكلف.
وعلمت اللواء أن من بين الأسماء التي طرحت أول من أمس محمد بعاصيري. وذكرت المصادر إن أي موعد بين الرئيسين عون وميقاتي يعني حكما أن الطبخة الحكومية نضجت.
الا ان أوساط متابعة اشارت إلى ان الطبخة الحكومية، باتت عالقة بين سباق «عضّ الاصابع» أو صعود الدخان الأبيض أو الأسود من قصر بعبدا، في فترة زمنية لا تتعدّى نهاية الشهر الجاري.
وودع لبنان أمس رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في مأتم رسمي وشعبي مهيب، وبمشاركة واسعة من كل أطياف المجتمع اللبناني وطوائفه واحزابه.
وتقدم المشيعين الرئيس نبيه برّي الذي تقدّم المشيعين من مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى روضة الشهيدين، حيث ووري الثرى، الامام الراحل عبد الأمير قبلان، وقلده وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر الذي منحه اياه الرئيس ميشال عون تقديراً لمواقفه الوطنية وعطاءاته.
مؤتمر بايدن
دولياً، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن فوض وزير الخارجية أنتوني بلينكن بتوجيه ما يصل إلى 47 مليون دولار لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية.
وقال بايدن في المذكرة الموجه إلى بلينكن: «بموجب المادة 552 (ج) (2) من قانون المساعدة الخارجية لعام 1961، أفوض وزير الخارجية سلطة توجيه ما يصل إلى 25 مليون دولار من السلع والخدمات من مخزون وموارد أي وكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم مساعدة فورية إلى القوات المسلحة اللبنانية».
وأضاف: «كما أفوض وزير الخارجية بموجب المادة 506 (أ) (1) من قانون المساعدة الخارجية لعام 1961، بتخفيض تكلفة تصل إلى 22 مليون دولار على المواد والخدمات الدفاعية من وزارة الدفاع، لتقديم مساعدة فورية للجيش اللبناني».
وفي السياق، ذكرت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني انه ضمن المساعدات التي تقدمها المملكة الأردنية الهاشمية للجيش اللبناني تسلم أمس وفد من قيادة الجيش في مطار رفيق الحريري الدولي نحو 10 اطنان من المواد الغذائية المقدمة هبة من المملكة للجيش، بحضور السفير الأردني وليد الحديد وممثل قائد الجيش جوزاف عون.
المحروقات ورفع الدعم
في الوضع الحياتي، وبعدما نفد صبر المواطنين من الاذلال على المحطات وتراجع اقبالهم على تعبئة البنزين ويئسوا من الحصول على المازوت، عاد الحديث عن ان قرار رفع الدعم سيتخذ خلال ايام قليلة وليس قبل نهاية ايلول الحالي كماوعد حاكم مصرف لبنان في الاجتماع الاخير الذي عقد في قصر بعبدا.
وقد اعلن عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس «أن الدعم على المحروقات سيُرفع خلال أيام، مشيراً الى أن الأمور قيد الدرس بالتنسيق بين وزارة الطاقة ومصرف لبنان لإتخاذ القرار البديل.
وأوضح البراكس أن الاتجاه نحو خيارين إما رفع الدعم فيبقى الموضوع بيد مصرف لبنان لجهة الموافقة على استيراد المحروقات ولكن على سعر السوق، وإما تحرير الاستيراد فيصبح الموضوع بيد الشركات المستوردة، ما يتطلب دراسة لتحديد الآلية المعتمدة وإصدار الأسعار. وفي هذه الحالة سيرتاح السوق وستتم السيطرة على التهريب والاحتكار لكن الأمر ستكون له انعكاساته السلبية على سعر الصرف في السوق السوداء.
في ظل شح المازوت، أعلنت نقابة أصحاب الأفران في الشمال الإقفال ابتداء من اليوم حتى الحصول على مادتي المازوت والطحين. وذلك بعد جلسة عمومية في مقر النقابة في طرابلس، ولاحقا، أعلن رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، أن مستشار رئيس حكومة تصريف الاعمال حسين قعفراني اتصل بي واخبرني بوصول كمية من المازوت توزع اليوم على الافران والمطاحن في المدينة والشمال بناء لجدول أعدته وزارة الاقتصاد، وقال: أطمئن المواطنين في طرابلس والشمال بأن مادة المازوت ستوزع غدا على الأفران، بإشراف بلدية طرابلس بحسب الجدول المعد من قبل وزارة الإقتصاد، بناء لوعد من رئاسة الحكومة.
ودعا الى «عدم الهلع والوقوف في طوابير الذل أمام الافران التي ستوفر الخبز كالمعتاد، على أمل انتهاء هذه الأزمة مع توفير المحروقات بما يكفي حاجيات المدينة حسب الالية التي وضعتها البلدية، بالتعاون مع فاعليات المدينة وأصحاب المولدات والافران والتي لم تنفذ، لتتمكن مؤسسات المدينة والشمال من العمل وتوفير الاحتياجات الضرورية للمواطنين.
بالانتظار، كشفت خدمة «تانكر تراكرز» لتتبع حركة ناقلات النفط، أن ناقلتي نفط وصلتا من إيران إلى سوريا، تحملان النفط الخام لسوريا وليس الوقود للبنان.
ويستضيف الأردن اليوم اجتماعاً لوزراء البترول والثروة المعدنية في مصر وسوريا والطاقة والمياه في لبنان، بدعوة عن وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي، للبحث في تعزيز التعاون لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن.
كلفة إصلاح خط الكهرباء
وعيشة الاجتماع، كشف وزير الكهرباء السوري غسّان الزامل، ان كلفة إصلاح خط الكهرباء الذي يربط بين الأردن وسوريا وصولاً إلى لبنان تتجاوز كلفة إصلاحه 12 مليار ليرة سورية، موضحاً ان تنفيذ أعمال التأهيل والصيانة تحتاج ما بين 2 و4 أشهر من لحظة بدء العمل الفعلي لأعمال إعادة التأهيل، مبيناً ان «الاضرار التي لحقت بالخط شملت تدمير نحو 80 برجاً تتجاوز كلفتها 6.9 مليار ليرة».
وفي شأن متصل، كانت مصادر معنية بالوفد الوزاري اللبناني الذي زار سوريا السبت اكدت لـ«المركزية» أن «في ظل عدم انعقاد مجلس الوزراء، حصل الوفد اللبناني على موافقة استثنائية من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب على التوجّه إلى دمشق للتفاوض مع الجانب السوري حول استجرار الغاز المصري عبر الأردن». وذكّرت المصادر «بإجماع القوى السياسية اللبنانية كافة على الاستفادة من كل الفرص للحصول على الفيول لتأمين ساعات تغذية إضافية للتيار الكهربائي». وأسفت للحديث عما يُسمى بـ»تطبيع مع سوريا»، مؤكدة أن «الحديث خلال الاجتماع في دمشق، اقتصر على «التقنيات» البحتة من دون التطرق إلى المواضيع السياسية لا من قريب ولا من بعيد».
ردّ دفوع ضاهر
قضائياً، طلب المحامي العام التمييزي القاضي غسّان خوري من المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار ردّ الدفوع الشكلية المقدمة من وكيل الدفاع عن مدير المخابرات السابق في الجيش كميل ضاهر، الذي حدّد له البيطار جلسة استجواب اليوم الأربعاء.
609189 إصابة
صحياً، أعلنت أمس وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1148 إصابة جديدة بفايروس كورونا و15 حالة وفاة ليرتفع العدد التراكمي إلى 609189 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2021.