2025- 01 - 10   |   بحث في الموقع  
logo بالصّورة: تنشط بأعمال السرقة والنشل… هل وقعتَ ضحيّتها؟ logo دريان لعون: كلنا امل بعهدكم logo الحرب وانتخاب عون: أسعار اليوروبوندز تضاعفت 3 مرّات logo الضمان الاجتماعي يموّل مكاتبه بـ264 مليار ليرة logo الجميل: خطاب عون غير مسبوق وسنعمل معه لإنجاح مشروعه logo تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين RDCL: انتخاب رئيس للجمهورية فصل جديد من الأمل للبنان  logo المفتي دريان اتصل بالرئيس عون مهنئا والتقى السفير السعودي logo لجان الأهل تناشد عون وضع حد لـ"كارتيلات" المدارس
"النادي العلماني" بقلب جامعة الروح القدس.. وفي أحياء جونية
2021-09-01 14:26:03


في ظل أزمة لم يعرف لبنان مثيلاً لها، وأفق مسدود مع منظومة تتلاعب بمصير الناس وباستقرار المجتمع على أدراج مصالحها الانتخابية الضيقة، ورغبات رعاتها الإقليميين، يخرج بصيص نور من بقعة يستبعدها البعض: جامعة الروح القدس-الكسليك. إنهم العلمانيون يجتمعون في نادٍ تطلق عليه تسمية النادي العلماني في الكسليك، ويضم طلبة يسعون لنشر قيم ومفاهيم قد يراها البعض "غريبة" عن المكان والزمان.عودة السياسةتغيب السياسة عن جامعة الروح القدس-الكسليك، لا بل تكاد أن تكون كلياتها وما في داخلها مستقل عن الخارج وصراعاته، وعن التحولات التي تطرأ على المجتمع بفعل أزماته وصراعاته. وهبت رياح 17 تشرين، فلاح في أفق الجامعة ما هو "غريب" عنها: مجموعة طلاب/ات من المستقلين اتحدوا على إحداث التغيير. استمدوا الأمل من 17 تشرين وزخمها، فتظاهروا وانتفضوا، في حرم الجامعة وعلى أدراجها، وهتفوا بما هو "غريب": ثورة، ثورة.. معلنين بذلك بداية مرحلة مغايرة عن سابقاتها. فهتافاتهم أذنت بقدوم إرادة جديدة، وقالت إن قواعد الصراع تتغير. فالتغييريون على أبواب الجامعة، لا بل في داخلها.
وسرعان ما تطور حجم هذه المجموعة المستقلة. فبدأت تأخذ طابعاً سياسياً، وتحولت إلى النادي العلماني في الكسليك. نادٍ يتبنى العلمانية، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، النسوية، ومناصرة حقوق مجتمع الميم عين. والغريب لم يعد غريبًا، فباتوا معروفين، وجوههم مألوفة، مستبشرة بتحول عميق. لقد خرجوا من صفوف الناس، وهم من الطلبة، أبناء قرى وأحياء كسروان، جبيل، المتن، والأطراف التي تنتشر فيها فروع الجامعة من شكا إلى رميش وزحلة.علمانيو الحق والكرامةاسم النادي لا يختزل قيمه ومبدأه. ينادون بالعلمنة، أي فصل الدين عن الدولة، مؤسسات وتشريعات، لا بل فصل الدين عن روح التشريع فيها. لكنهم منحازون إلى المهمشين والمهمشات، إلى العمال، إلى النساء، إلى الكويريين والكويريات، إلى كل من غرَّبه النظام وسحق كرامته. لا خوف ولا تردد، وبشجاعة يجهل المرء مصدرها، ولعلها تشرين وعاصفتها.
معهم عاد المعنى الحقيقي للسياسة. إنها الصراع على المصالح بين فئات المجتمع. والعلمانيون اختاروا واصطفوا خلف الفئات الأضعف، خلف من أُزيحو إلى ظل، خلف من كتم أصواتهم عقوداً وسنين. أخذوا جانباً واضحًا في السياسة، يسعى لإحداث تغيير جذري في البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، في ظل أزمة غير مسبوقة، أزمة نظام لا يعرف سوى الأزمات. تجمَّعوا ساعين لإنقاذ أنفسهم ومجتمعهم من السقوط المدوي لأعمدة هيكل النظام اللبناني.دينامكية لا تنضبومن يراقب النادي الناشئ حديثًا يرصد دينامكية لا تعرف السكون. نشاطات لا تتوقف وحركة دائمة. فقد أقام النادي سلسلة من الندوات تشمل مواضيع عدة، منها العلمنة، النسوية، النظام الطائفي اللبناني، أسباب الانهيار الاقتصادي الكبير، وصولاً إلى كيفية تحقيق توزيع عادل للخسائر. ندوات تظهر موقع النادي المولود أخيراً ولادة سياسية لبنانية، في موقع اختارته باقي الأندية العلمانية في شبكة مدى.
لم تقتصر نشاطات النادي على سلسلة الندوات. فهو ليس تجمعًا للنخب الثقافية والأكاديمية، بل هو مرآة لبيئته ومحيطه، يمتص منهما قضاياه، ويتحرك. لم يتوانَ عن الدعوة إلى مسيرات وتظاهرات تتماشى مع الأحداث المتسارعة التي تشهدها البلاد، وأهمها الوقوف مع أهالي انفجار المرفأ.
وفي بداية الفصل الدراسي الجامعي في جامعة الروح القدس الكسليك، يعمل دعاة العلمنة وحلفاء المهمشين والمهمشات على توزيع بيانات على مدخل الجامعة الرئيسي، لإرشاد الطلبة الجدد -وأعدادهم قياسية مقارنةً بالسنين السابقة، بسبب إبقاء الجامعة أقساطها على سعر الصرف الرسمي للدولار 1515- في ظل انهيار النظام التعليمي في البلاد. وتجاوب الطلاب مع موزعي البيانات وشجعوهم، فشاع جو من التفاؤل والاندفاع بين أعضاء النادي والطلاب. وبعضهم صرح قائلاً: "لكم صوتي في الانتخابات المقبلة". وبعض أهالي الطلاب شجعوا أولادهم على الانضمام لهذا النادي الجديد.
خيارات واضحة، جرأة، شجاعة، إصرار على قول الحقيقة بصوت مرتفع. صوت ينتشر في زواريب جونية الضيقة ليمنح أملاً بأن النهضة آتية. صوت يخبر المسنين من أصحاب الدكاكين المجاورة للجامعة، أن النهاية لن تكون تعيسة. وهذا المجتمع فيه أشخاص طيبو القلوب. ومن الزواريب، إلى المقاهي والشوارع، خرج أناس وطلبة ليقولوا: لا.



وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top