بقلم جومانا ناهض -
ستّ الدّنيا، أمّ الشّرائع، زينة العواصم وغيرها من الأسماء الّتي أعطيت لكِ لكن يبقى أعظم اسم، اسمكِ، " بيروت".
سنة مضت على أشنع جريمة ارتُكبت بحقّك. سنة على أفظع زلزال حاولوا من خلاله أن يدمّروا أساساتكِ. سنة على تفجير كانت لذّة مفتعليه إيقاع أكبر عدد من الضّحايا وكسر معظم أحلام النّاس وتدمير كلّ مأوى لهم. سنة على صراخ الزّوجات المفجوعات، ودموع الإخوة على الفراق وعذاب الأمّهات على كسر القلب، كلّ ذلك لمحو ذكراك يا بيروت. لكنّهم لم ينجحوا ولن ينجحوا فبيروت عقيدة إيمان مهما اعترتها شكوك لا يهتزّ الإيمان بها.
نحن نؤمن بأنّ بيروت صلبة، مقاومة، عادلة. كما نؤمن بأنّ بيروت نقاء البياض، فرح العيون، موسيقى الآذان.
لن يفيدهم التّلكؤ في كشف حقيقة من غار منكِ يا بيروت، لن يُعليهم التّنصّل من مسؤوليّاتهم تجاه من ترك آثار شرّه على جهّاتك الأربع، لن يهنأوا في نومهم فصوت آلامك يا بيروت سيتفجّر على مخدّاتهم.
بيروت اليوم دامعة وقلوبنا متكسّرة، لكنّنا سنعيدكِ "بيروت" وسيبقى لبنان راية تعلو كلّ الرّايات. تفجيرهم سيرتدّ عليهم وآلامنا ستصبح آلامهم لكنّنا سننتصر مع العدالة وهم سينكسرون، سيرحلون، سيُنتسون...