يُعتبر وضع الورود والأزهار على القبور لفتة رمزية تستحضر المشاعر وتبدي التعاطف مع المتوفي وعائلته في غالبية الثقافات حول العالم، ولكن أين ومتى بدأ البشر بتطبيق هذا التقليد؟
متى بدأت ثقافة وضع الورود والأزهار على القبور؟
هناك اعتقاد شائع أنّ الإغريق القدماء كانوا أول من اتبع طقوس وضع الورود والأزهار على القبور؛ إذ وفقاً لما ذكره موقع Procaffenation فقد كان لديهم طقس خاص يسمى “Z oai”.
ويقال إنّه خلال هذا الطقس كان يجري زرع الورود والأزهار فوق قبور المحاربين اليونانيين؛ إذ يُعتقد أنه في حال نبتت تلك الأزهار فوق القبور فإن أرواح المقاتلين قد أرسلت رسالة مفادها أنهم وجدوا السعادة في العالم الآخر.
تهدئة أرواح الموتى عند الرومان
أما الرومان القدماء فقد استخدموا الورود والأزهار أيضاً لتكريم الجنود الذين قتلوا في المعارك، وكان هذا التكريم الذي يدعى يوم الآباء “Parentalia” كان يجري في فبراير/شباط من كل عام ويستمر على مدار 8 أيام.
ويتم خلال الاحتفال وضع الزهور الملونة والبنفسج فوق قبور القتلى من قبل أصدقائهم وأفراد عائلتهم.
إضافة إلى أنّ الرومان كانوا يعتقدون أنّ أرواح المتوفين تعيش قرب قبورهم لذلك وضعوا لهم الورود والحلي حول القبور لتهدئة أرواحهم.
أما في مصر القديمة فكانت الورود توضع بالفعل في مقابر الفراعنة سيما مقبرة توت عنخ آمون الذي وضعت الورود فوق جثته، وأيضاً زينت بها تماثيله الموضوعة داخل مقبرته، وفقاً لما ذكره موقع The English Garden.
في أميركا بدأ التقليد بعد موت لنكولن
وفقاً للمؤرخ المشهور جاي وينيك، بدأ تقليد وضع الورود والأزهار على القبور في الولايات المتحدة الأميركية في نهاية الحرب الأهلية 1861-1865.
وبدأ الأمر بعد أن أوصل قطار الرئيس الأميركي السادس عشر إبراهام لنكولن إلى مثواه الأخير في سبرينغفيلد، ولم يجد الناس هناك طريقة للتعبير عن حبهم له سوى بوضع الورود الملونة فوق قبره.
وبعد انتهاء الجنازة بدأ الناس في جميع أنحاء البلاد بتزيين قبور نحو أكثر من 600 ألف جندي قتلوا بالورود والأزهار.
وأصبحت هذه الممارسة شائعة إلى درجة أن أصدر الجنرال جون ألكسندر لوغان في العام 1968 أمراً بتسمية يوم 30 مايو/أيار من كل عام يوماً رسمياً لتزيين قبور الذي ماتوا دفاعاً عن وطنهم بالورود والأزهار.