جومانا ناهض -
إنّ الاغتراب اللّبناني أثبت عبر العصور أنّه خير تمثيل لوطنه الأمّ. فلنعد إلى جبران النّبي وحسن كامل الصّباح اديسون الشرق ومايكل دبغي رائد جراحة القلب كما يوسف شاهين المخرج المبدع. قائمة تطول من لبنانيين دفع بهم أم بأهلهم ظلم واستبداد المستعبد أو ظلم المجتمع إلى الابتعاد عن الوطن.
لكن لم يذكر تاريخ المهاجرين لبنانيين نكروا أصلهم أو خجلوا به في غربتهم. فلبنان صمد في كتاباتهم وأفكارهم وطموحهم وتعدّى ذلك أحيانًا إلى زيارات إلى هذه الأرض ردّت إليهم الرّوح ومدّتهم بالصّلابة.
نازل ع لبنان طبعًا اليوم أكثر من الأيّام الغابرة سيعود اللّبناني إلى حضن وطنه الأمّ، الّذي لن يجد أينما حلّ أدفأ منه.
سيعود اللّبناني، لأنّ إبداعه في الخارج من هذا التّراب وهذه المياه.
سيعود اللّبناني، لأنّ العائلة والأهل عنده الصّخرة الّتي يتّكئ عليها في الأزمات.
سيعود اللّبناني، لأنّ لبنان أرض الدّيانات السّماويّة بتعدّدها.
سيعود اللّبناني، لأن لبنان فيه الحياة وفيه الفرح على الرّغم من الأحزان.
سيعود اللّبناني، لأنّه لن يرى أبدًا، أينما كان، صلابة وصمودًا في الأزمات وبعدها كما سيراه في لبنان.
سيعود اللّبناني، لأنّه اشتاق إلى العائلة، فليس كلّ مغترب غرّب معه عائلته. وهو اليوم سيعود لأن العائلة عنده مقدّسة.
سيعود اللّبناني، لأنّه اشتاق إلى النّضال مع أبناء وطنه وإلى مقاسمتهم الضّرّاء كما السّرّاء.
سيعود اللّبناني. قد لا يعرف لماذا، لكن هناك ما سيحمله لركوب الطّائرة وللنّزول بفرح وأمل وحبّ إلى أرض وطنه.
لكن حتمًا يبقى أخيرًا من زرع تعلّّق اللّبناني بين فتات تراب الوطن ومن أجله هو سيعود: سيعود اللّبناني لأنّ الرّئيس الجنرال ميشال عون يعيد بناء الوطن الجديد، والوطن الجديد يحتاج إلى الشّعب العظيم
"نازل؟ أكيد ما بدّا سؤال. ونحنا هون لنستقبلك".