بعد عام من الحجر الصحي والضغط النفسي الذي خلفته جائحة كورونا ومع سلسلة الازمات والمصائب التي رافقت اللبنانيين بدءاً من مجزرة 4 آب والانهيار الدراماتيكي للعملة الوطنية يجد اللبنانيون أنفسهم “مخنوقين” بحاجة الى متنفس يفصلهم عن واقعهم المحبط والمرير. يوم عطلة يذكّرهم بأنهم “بشر” لهم حقوق ولعلّ أولها الراحة النفسية والجسدية، لتزويد أنفسهم بالطاقة لمواجهة مشاكل لبنان والإنطلاق من جديد نحو أسبوع معروفة مشاكله سلفاً.
وما أفضل من يوم عطلة على شاطئ البحر أو في أحد المسابح اللبنانية، ليتنعم فيه المواطنون بمناخ لبنان المعتدل وطقسه الفريد والمميز، أقلّه كما تم تلقينهم في كتب الجغرافيا. إلاّ أنه وفي بحثهم عن متنفس قد يصطدم المواطنون اللبنانيون او “يُصدمون” بأسعار نارية لا تلائم حتماً جيبهم وتبقى حصراً على أبناء الطبقة المتوسطة الميسورة او الغنية، مهمشة الطبقة الفقيرة. حيث كتب على أبناء هذه الأخيرة الحرمان حتى من البسط و “شمّ الهوا”.
أسعار المسابح… تقسيم مناطقي وطبقي
وفي جولة سريعة قامت فيها صحيفة “نداء الوطن” على المسابح والشواطئ اللبنانية لمعرفة أسعار “الدخولية” وجدت أنّ معظم الأسعار تتراوح بين الـ 25 ألفاً كحد أدنى لتصل إلى الـ 150ألف ليرة، بعد أن كانت تتراوح بين الـ 10 آلاف ليرة إلى الـ 35 ألف ليرة كحدّ أقصى، وفي ما يلي تسعيرات أبرز المسابح في لبنان من الأغلى وصولاً إلى الأرخص:
إذا ما انطلقنا من العاصمة بيروت سنجد فندق ومنتجع “كمبينسكي سمرلاند” حيث الدخولية 120 ألف ليرة على الشخص الواحد في منتصف الأسبوع و 150 ألف ليرة في نهاية الأسبوع، وفندق ومسبح “السان جورج” في بيروت حيث الأسعار تبدأ من 100 الف ليرة في وسط الأسبوع و120 ألفاً في نهاية الأسبوع، أما تسعيرة الدخول الى الـ “كورال بيتش” فـهي 50 ألف ليرة للراشدين و25 ألف ليرة للأطفال دون الـ12 عاماً في وسط الاسبوع و75 ألف ليرة في نهاية الأسبوع.
الأسعار تنخفض كلما اتجهنا جنوباً
وإذا ما اتجهنا جنوباً نجد منتجع “بانجيا” في الجية حيث تتراوح “الدخولية” بين 80 ألف ليرة للراشدين و50 ألف ليرة للأطفال في وسط الأسبوع، و100 ألف ليرة للراشدين و75 ألف ليرة للأطفال في عطلة الأسبوع، أما مسبح”Janna sur mer” في الدامور فسعر دخولية المسبح فيه هي 69 ألف ليرة للكبار و30 ألف ليرة للصغار، طيلة أيام الأسبوع.
مسابح الشمال لناس وناس
وبالإنتقال إلى الشمال وتحديداً جبيل سنجد أنّ أسعار الدخولية في مسبح “Cflow” تبدأ من 50 ألف ليرة خلال الأسبوع و60 ألفاً في عطلة نهاية الأسبوع، أمّا منتجع سانتا بريري جبيل فتبدأ أسعار الدخولية إليه من 40 ألف ليرة للراشدين و20 ألفاً للأطفال المتراوحة أعمارهم بين عامين وعشرة أعوام خلال الأسبوع و50 ألف ليرة للكبار و25 ألف ليرة للأطفال أيام العطل”.
وآخر محطاتنا في البترون حيث تبدأ الأسعار في منتجع ومسبح “Rocca marina”، بـ 75 ألف ليرة في منتصف الأسبوع و90 ألف ليرة في نهاية الأسبوع. أمّا أسعار حجز غرفة في المنتجع، فتتراوح بين 150 و250 دولاراً على سعر صرف السوق. لتنخفض الأسعار في منتجع “سان ستيفانو” إلى 35 ألف ليرة في وسط الأسبوع و45 ألف ليرة في العطلة، وتكمل انخفاضها إلى 25 ألف ليرة و20 ألف ليرة في وايت بيتش.
وفي حسابات بسيطة نجد أنّ تكلفة عائلة صغيرة من 4 أفراد لارتياد مسبح “عادي” في عطلة نهاية الاسبوع وليس شطّاً بحرياً تبدأ بـ 200 ألف ليرة وإذا ما أضفنا عليها كلفة الطعام وهي سندويش طاووق مع بيبسي لكل شخص (40 ألفاً للشخص الواحد بما مجموعه 160 ألف ليرة) بدون احتساب مياه الشرب والكريم الواقي من الشمس والبوظة أو الشيبس والبزورات والبيرة، تصبح كلفة دخول مسبح ليوم واحد في الشهر 400 ألف ليرة أي ثلثي الحد الأدنى للأجور!
إلى الشواطئ العامة در
وأمام هذا الواقع تصبح الشواطئ العامة المقصد الأوفر والأفضل للطبقات المتوسطة والفقيرة لا سيما لموظفي الإدارات العامة التي لم تشهد رواتبهم بالليرة اللبنانية أي زيادة بالرغم من غلاء المعيشة والانهيار الاقتصادي الحادّ. حيث نجد شواطئ جبيل وصور والبترون تعجّ بالناس الذين ضاق بهم العيش باحثين عن مكان يروي عطشهم للحياة و”يفش الخلق” ويكون خفيفاً على جيوبهم التي أفرغتها الأزمة حتى آخر قرش.