تحمل زيارة وفد السفارة الأميركية إلى النائب فيصل كرامي في هذا التوقيت بالذات، دلالات معبرة، خصوصاً في ضوء ما يتسرب من كلام عن دبلوماسيين غربيين تهتم بلدانهم بالشأن اللبناني، حيث يُنقل عن هؤلاء إعتقاد بلدانهم بأن البحث عن حلول تقي لبنان شر الوقوع في مستنقع الفوضى، قد يقضي تجاوز هوية رئيس الحكومة للبحث في أفكاره ورؤيته السياسية والإقتصادية الإنقاذية. ولذا من غير المستغرب ألا يدخل الأميركيون، خلال لقائهم مع كرامي في الكثير من التفاصيل، والإكتفاء بالإستماع إلى وجهة نظره من كافة التطورات والأحداث، كما إلى نظرته للأمور... وتشير مصادر طرابلسية الى أن زيارة وفد السفارة الأميركية أمس لدارة كرامي في طرابلس حيث تناول البحث الأوضاع اللبنانية، جاءت تتويجاً للحراك الذي يقوم به كرامي، وبعد زيارة البطريرك بشارة الراعي أول من أمس والتي كانت زيارة ناجحة حسب ما أوحى كرامي بعد الزيارة. وتعرب المصادر عن إعتقادها أن لهذه الزيارة عدة أسباب أبرزها:
- أولاً: أنها تأتي إثر ترشيح كرامي نفسه لرئاسة الحكومة بديلاً عن الحريري في حال عزوفه.
- ثانياً: أن الزيارة تمهيد لزيارة تقوم بها السفيرة الأميركية لاحقاً لدارة كرامي، وإعداد ملف مباحثات حول ترشحه لمنصب رئاسة الحكومة ومناقشة برنامجه في حال تكليفه.
- ثالثاً: أن السفارة الأميركية تدرس علاقات كرامي مع كل الأطراف والقوى اللبنانية وقدرته السياسية من حيث علاقاته مع أضداد في السياسة اللبنانية ...
- رابعاً: هناك من يفسر الزيارة الأميركية على انها إعلان تخل عن الحريري مكلفاً لرئاسة الحكومة. وأن النقاش يدور حالياً حول الشخصية البديلة في الوسط السني، لا سيما الأميركي مع الموقف السعودي حيال الحريري، ويلتقي الموقف أن السعودية أطلقت سياسة إنفتاح جديدة على القيادات السنيّة الأخرى، وخاصة في طرابلس والإلتفات نحو كرامي، كونه سليل عائلة عرفت تاريخياً بحرصها على العلاقة المميّزة مع السعودية، الدولة التي تغدق الكثير من الأموال على مؤسسات آل كرامي في طرابلس، من المستشفى الإسلامي الى جامعة المنار، ولا تزال الموازنة السعودية متواصلة من دون إنقطاع.