1-هناك من يعتبر أنه في حال أخفقت مبادرة بري، فإن السيناريو البديل يمكن أن يتمثل في واحد من الإحتمالات
الآتية:
- إعتذار الحريري الطوعي عن التكليف، وهو المخرج الذي يعتبره قصر بعبدا الأفضل والأسلم، أولاً بغية الخروج
من المأزق الحالي وإتاحة المجال أمام شخصية أخرى قادرة على تأليف حكومة، وثانياً حتى يأخذ رئيس تيار المستقبل فسحة لمعالجة مشكلته الأساسية الكامنة في مقاطعة السعودية له، بينما يوحي "المستقبل" في المقابل بأن ما بعد الإعتذار لن
يكون كما قبله، ولذلك لا يريد رئيسه إطلاق هذه الخرطوشة إلا في التوقيت الملائم.
- الدعوة إلى حوار وطني برعاية عون لمعالجة الأزمة الحكومية، وهذا خيار بات على الأرجح مستبعداً في حسابات
رئيس الجمهورية، لأن الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وربما لأن آخرين سيقاطعون الحوار، الأمر
الذي سينسف جدواه.
- وضع إقتراح قانون بتقصير ولاية المجلس النيابي الحالي بالترافق مع إستقالة نواب التيار الوطني الحر، وبالتالي
الذهاب نحو إجراء انتخابات مبكرة، تليها تسمية شخصية سنية جديدة لتشكيل الحكومة.
- يوجه عون خطاباً إستثنائياً الى اللبنانيين يصارحهم فيه بحقيقة الأسباب التي حالت دون ولادة الحكومة برئاسة
الحريري، على أن يسمي الأشياء بأسمائها ويبوح بما يخفيه بالإضعاف
في هذا المجال بعدما كان يتكتم على ما يعرفه تجنّ
معنويات من يُفترض أنه سيكون رئيس حكومة لبنان، بحسب شخصية قريبة من رئيس الجمهورية.
2 -هناك من يرى أنه في حال وصلت القوى المعنية إلى إقتناع بأن التأليف متعذر بين عون والحريري، يمكنها
الإنتقال إلى 3 خيارات أو إحتمالات:
ـ الإحتمال الأول: إقناع عون والحريري بضرورة الذهاب إلى حكومة انتخابات برئاسة من يوافق عليه الحريري.
ـ الإحتمال الثاني: تفعيل حكومة تصريف الأعمال كي تتمكن من إدارة المرحلة الفاصلة عن الانتخابات بالحد المقبول الذي يُبقي البلاد واقفة ومستقرة.
ـ الإحتمال الثالث: تقصير ولاية مجلس النواب إلى الخريف من أجل تقصير مدة الفراغ لمدة 6 أشهر، فضلاً عن أن التقصير يعالج مسألة تزامن الإستحقاقين النيابي والبلدي.
3-هناك من يضع ٤ خيارات أمام الرئيس عون للتعامل مع المرحلة:
- الخيار الأول يقول بملاقاة مبادرة بري، وهو أمر أصلاً بات صعباً ومستبعداً، وبالتالي التوصل الى معجزة تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري، ما يؤدي الى ما يشبه المساكنة الإضطرارية بين الرجلين حتى موعد الانتخابات النيابية
المقبلة.
- الخيار الثاني، والذي باسيل أبرز المتحمسين له، وهو دعوة عون لطاولة حوار في بعبدا تخرج بحل للأزمة الحكومية وتضع أسس وقف الإنهيار الحاصل. وتستبعد مصادر معنية بالحراك الحاصل اللجوء الى هذا الخيار، وخاصة أن الحريري سارع الى قطع الطريق عليه...
- الخيار الثالث، السير بمرشح غير الحريري، وهو أمر يتطلب أولاً وأخيراً وصول بري وحزب الله الى قناعة بأن الحريري لن يشكل، والمطلوب حكومة تجعل الإرتطام المتوقع جراء الإنهيار المتواصل "سلساً". وبحسب المعلومات يبذل الرئيس عون وباسيل جهوداً مضنية منذ أشهر لإقناع حزب الله بإقناع بري بالتخلي عن الحريري، لكنهما لم ينجحا بمساعيهما هذه حتى الساعة، لكنهما يعولان على فشل مبادرة بري الأخيرة كي تشكل دافعاً لـ"الثنائي الشيعي" باتخاذ
القرار الصعب بدفع الحريري للإعتذار.
- الخيار الرابع الذي يتعاطى معه عون وباسيل على أنه "الخرطوشة الأخيرة"، قلب الطاولة من خلال تقديم نواب
"لبنان القوي" إستقالاتهم من المجلس النيابي، فتنضم إليهم نواب القوات اللبنانية، ما يفقد البرلمان الغطاء الميثاقي
المسيحي مع إنسحاب أكبر كتلتين مسيحيتين منه، علما أن كتلة الكتائب كانت قد انسحبت بوقت سابق... وتهدف هذه
الخطوة، التي يعتبر العونيون إنهم سيتخذونها على مضض في حال أصر بري وحزب الله على التمسك بالحريري وواصل
الأخير الإمساك بورقة تكليفه بهدف إفشال ما تبقى من العهد، الى الدفع باتجاه انتخابات نيابية مبكرة.