يعود الفطر الأسود إلى مرحلة ما قبل تفشي فيروس كورونا وتتمثل مسبّباته في الفُطار العفنيّ mucormycosis والفطر الرشاش aspergillus . ولقد اكتُشف في العام 1953 في تربة الغابات الهندية وتم عزله في العام 1979 . وهو موجودٌ في الهواء على شكل بذيرات فطرية وأيضًا داخل أجسادنا ولكنّ نظام المناعة لدينا يمنعه من التكاثر ومن إظهار العوارض. أما الأشخاص الذين يصابون به فهم عادةً في مقتبل العمر وعادةً ما تحدث الإصابة بعد الشفاء من فيروس كورونا بأسبوعَين .
وتسبّب المستويات غير المنضبطة للغلوكوز في الدم مزيدًا من النخر necrosis وتعرّض القلب إلى حالٍ من الخطر . كما أنّ الفطر الأسود يُعرف أيضًا باسم الغشاء المخاطي ويدخل عبر الجيوب الأنفية .
أما أعراض هذه الإصابة فتتمثل في انسداد الأنف أو النزيف ، والألم المصحوب بتورّم العينَين ، وتدلّي الجفون ، واحتمال ظهور بقع سوداء حول الأنف أو الخدود ، وعدم وضوح الرؤية . والأشخاص المعرّضون لخطر الإصابة هم الذين يعانون من مرض السكري أو من المناعة المنخفضة (الجينات الوراثية ، وفيروس كورونا ، والبقاء في وحدة العناية المركزة لمدة طويلة ، وفيروس نقص المناعة البشرية ، والذين يأخذون الكورتيزون أو العلاج الكيميائي المزمن للسرطان) . ويكمُنُ العلاج في إدخال مضادات الفطريات في الوريد لمدة 8 أسابيع (دهون amphotericin B أو غيرها) . وقد يتم اقتلاع العين منعًا لوصول عدوى الفطريات هذه إلى الدماغ .
وتجدر الإشارة إلى أنّه ليس لدينا، حتى الآن، أي حالات من الفطر الأسود بين المرضى اللّبنانيين ، ولكن لا يزال من الممكن الإبلاغ عن تقرير حالة عن هذه العدوى في الماضي . وأخيرًا ، من المهم الحفاظ على تدفّق الدم بشكلٍ جيّد إلى المنطقة المصابة التي يجب علاجها وتجنّب موت الأنسجة والتسبّب بالغرغرينا .
ونتمنّى عيد ميلاد سعيد لدكتور حنينا أبي نادر في هذا اليوم.
تابعوا دكتور حنينا أبي نادر على قناة اليوتيوب (YouTube Dr. Hanina Abi Nader)، واشتركوا مجانًا للحصول على المزيد من التفاصيل والنّصائح الطبّية .