بقلم جومانا ناهض -
كما في كلّ لقاء معها، تدخل عليك بتواضعها وابتسامتها اللّامعة لتشعر كأنّك الضّيف وهي صاحبة الدّار. تتبادل مع الجميع نظرات فرح ومعرفة رغم اللّقاء الأوّل بهم. "ندى" بطراوة وشفافيّة النّدى تطلب مناداتها. تبدأ كلامها من دون أنانيّة "الأنا" إنّما برحابة ال "نحن"، ونحن تعني التّيّار. تعترف بصعوبة الظّروف الّتي نمرّ بها وتحتدّ حين تسمع عن الإحباط. " لا مجال لليأس فكيف نيأس، وميشال عون ما يزال هنا حاضرًا على رأس الدّولة" تقولها بحبّ.
تستمع بشغف إلى الأسئلة وإلى المخاوف لتردّ بالقول: " إنّ الظّروف الصّعبة الّتي مررنا بها ولا نزال أوصلتنا إلى التّغيير وقوّت نبضنا". تنظر إليها بين سؤال وآخر لتراها تتابع أعمالها عبر الهاتف، امرأة حديديّة هي. وتتابع كلامها، حيث تنتقي كلماتها بتأنّ، لا تخاف من قول الأمور كما هي، وتحقّق إصابات بشكل مباشر في من هم ضدّها بدون طغيان اسمهم على كلّ الحديث. بالنّسبة إليها: " لقد تغيّرت نظرة الخارج إلى مواضيعنا الشّائكة: الحدود، اللّاجئون، التّوطين والبترول. فحتّى الخارج أصبح يعرف مكامن الفساد في لبنان".
تنهي الإجابة عن الأسئلة المتفرّقة لتدخل بشغف إلى موضوعها الأحبّ البواخر. وتعلو النّبرة، نبرة الحقّ، تعيد توصيف الخطّة ودور البواخر وما وفّرته على اللبنانيين، وتضيء على عرقلة أطراف عديدين لأنّها قطعت طريق السّرقة عنهم.
النّبرة حادّة لكنّ الأعصاب هادئة، فهي قد عملت على هذا الملف بدقّة وقدّمت كل ما يحيط به أمام القضاء بكلّ جرأة. " نحن لا نخاف ولم نخف من قبل ضميرنا مرتاح ولن يجدوا أيّ اتّهام مهما كان صغيرًا ليصوّبوه علينا". جريئة، ذكيّة متعمّقة في معلوماتها والأهمّ أنّ الأطراف المضادّة لا ترد أسماؤهم بين كلمة وأخرى فهم أصبحوا معروفين، والأهمّ، العمل على إزالة الفساد حيث زرعوه.
لا تحبّ "ندى" التّعامل عبر وسائل التّواصل بالشّتيمة لكنّها من ناحية أخرى تدعو إلى ردّ الصّاع صاعين بشكل متواصل وعدم السّكوت عن الإساءة لأنّ كثرة المسامحة تدفع النّاس للإساءة اكثر. وعند سؤالها عن اتّهامات بعض مأجوري الإعلام الفاسد تضحك وتستخفّ، فضميرها المرتاح لا يرهبه أيّ كان، ورسالتها لهؤلاء كانت دائمًا بحمل ملفّاتهم إلى القضاء.
يمرّ الوقت سريعًا معها وكما بدأت متفائلة أنهت بالتّفاؤل:"ميشال عون حتّى آخر لحظة سيفاجئ الجميع". ويغادر الحضور وهو متعطّش لسماعها مرّة ثانية. يغادر محصّنًا بالإيمان والتّفاؤل بوطن أفضل.
"ميشال عون" شكرًا لأنّك بوجودك وجدناها هي الّتي اختارت مسيرتك: نفتخر بندى بستاني.