قال مصدر نيابي إنه كان لافتاً للإنتباه في الجلسة النيابية أن الرئيس سعد الحريري، في خطابه المكتوب، قد تجنب
توجيه أي إشارة سلبية إلى حزب الله لا من قريب ولا من بعيد. ذهب رئيس تيار المستقبل أبعد مما كان يتوقع حزب الله عندما كشف على الملأ أن رئيس الجمهورية كان يسأله عما إذا كان قد حصل على موافقة حزب سياسي معين (أي حزب الله) على الأسماء (الشيعية) المقترحة، وأن جوابه له هو عدم السعي لنيل موافقة أي حزب مسبقاً وأنه واثق أن الأسماء التي يختارها تلبي معايير الإبتعاد عن الأسماء الحزبية من دون أن تعادي أي من الأحزاب. في هذا الموقف إشارة حريرية غير مسبوقة موجهة إلى الداخل والخارج مفادها أن حزب الله هو عنصر تسهيل للتأليف وليس عنصر عرقلة وتعطيل.
ويكشف هذا النائب أن النائب جبران باسيل وقبل أن يخرج من قاعة الأونيسكو، عرّج على رئيس المجلس. سألهالأخير: ماذا بعد السؤال والتوصية؟ ألم يحن موعد التأليف. ما الذي ينبغي القيام به؟ إختلى باسيل بالمعاون السياسي لرئيس المجلس وإتفقا على تقديم مجموعة من الأفكار لكسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها التأليف الحكومي.
لاحظت مصادر سياسية أن السيد حسن نصرالله نأى بنفسه عن أن يكون طرفاً في الإشتباك السياسي بين عون والحريري، وتعامل معهما على قدم المساواة، من دون أن يسجل على نفسه الإنحياز لحليفه عون وفريقه السياسي لئلا يُصنف في خانة الإصطفاف في مواجهة الحريري الممثل الأول للطائفة السنيّة في المعادلة السياسية، لأنه ليس في وارد إقحام الطائفة الشيعية في نزاع يعيد الإحتقان المذهبي إلى الواجهة. ومع أن نصرالله حث عون والحريري على معاودة لقاءاتهما حتى الإتفاق على تشكيل الحكومة أو الإستعانة بالصديق الوحيد القادر على تقديم المساعدة وهو الرئيس بري والحزب حاضر لمساعدته، فإن المصادر السياسية سألت عن الأسباب الكامنة وراء دعوته للإستعانة برئيس المجلس، وأين يقف عون من اقتراحه هذا؟ وهل لا يزال يتعامل معه على أنه منحاز للحريري ولا يمكن أن يكون وسيطاً ؟