2024- 11 - 05   |   بحث في الموقع  
logo “المقاومة الإسلامية” تستهدف تجمعًا لقوات العدو logo تحذير اسرائيلي جديد لسكان الجنوب logo حكومة عسكرية إسرائيلية في جنوب لبنان؟ logo المفاجأة الأميركية التي لن تكون مفاجأة logo "نتنياهو يعرض ملايين الدولارات مقابل الأسرى الإسرائيليين" logo تحولات سياسية... هل يتغير ميزان القوى في الكونغرس الأميركي؟ logo تقارب تاريخي... هاريس تتعهد بالوحدة في مواجهة خطاب ترامب للإنقاذ logo "يحملان جنسية آسيوية"... إسرائيل تعلن مقتل مسلحين لحزب الله عند الحدود!
نصرالله فرض حكومة من 24 وزيراً لا ثلث معطل ولا هيمنة فيها لأي فريق...
2021-05-26 10:36:00

أطل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في عيد المقاومة والتحرير متعباً شاحب الوجه، وقد أنهكه السعال
طوال خطابه. المحيطون به من مقربين ومستشارين كانوا نصحوه بتأجيل إطالالته بسبب العارض الصحي الذي يعانيه
منذ أسبوع تقريباً، ولكنه أصر على مخاطبة جمهور المقاومة وأنه لا يريد التأخر أكثر في مخاطبة اللبنانيين والفلسطينيين بعد حرب غزة وفي مناسبة عيد التحرير. ورغم وضعه الصحي، حرص السيد نصرالله على إطالة كلمته لنحو ساعة ونصف التي بدأها باعتذار وتوضيح بشأن تغيّبه عن الشاشات منذ يوم القدس بسبب المرض. وفي الواقع كان الإهتمام والسؤال عن صحة السيد حسن نصرالله يفوق ليل أمس الإهتمام والسؤال عن مضمون خطابه، فيما لوحظ إهتمام إسرائيلي فوري ومبالغ به بكل ما له علاقة بالوضع الصحي للسيد نصرالله، الى حد إستحضار أطباء وخبراء لتحليل حركات الجسد وأسباب "السعال" ونوعيته...

إذا كان الوضع الصحي الطارئ لأمين عام حزب الله إنعكس على النبرة وحّد من قوة التعبير بما يتناسب مع قوة المرحلة وتداعيات حرب غزة، فإن الوضع الصحي لم يمس المضمون وقوة الموقف الذي أدلى به وتحدث فيه عن إنتصار خرجت به المقاومة في غزة مماثل ومشابه للإنتصار الذي خرجت به المقاومة في لبنان عام 2006 .فقد أكد نصرالله، بعد تعداد نقاط ومكامن الفشل عند الإسرائيليين، على الإنتصار الذي حققه الفلسطينيون بتوحدهم، مشيراً الى أن المقاومة في غزة فاجأت الصديق قبل العدو في قرار تنفيذ تهديدها ردا على ما يقوم به الإحتلال في القدس، وما أقدمت عليه غزة كان خطوة تاريخية نوعية في تاريخ الصراع، معتبراً أن التطور التاريخي في معركة سيف القدس هو في كون غزة قد دخلت الحرب لتحمي القدس وأهلها وليس لحماية غزة، ليصل نصرالله الى رسم معادلة جديدة هي التالية:
القدس مقابل حرب إقليمية، وحين يدرك الإسرائيلي أنه أمام هذه المعادلة سيعرف أن أي خطوة ستكون نتيجتها زوال كيانه". وأرفق نصرالله هذه المعادلة بتحذير مزدوج الى الإسرائيليين: الأول يتعلق بالقدس وفحواه أن أي مساس بالقدس والمسجد الأقصى ومقدسات الأمة مختلف عن أي إعتداء آخر تقومون به. والثاني يتعلق بلبنان محذرا إياهم من أي حسابات خاطئة تجاه لبنان على غرار ما جرى تجاه غزة، ومؤكداً أن المقاومة في موقع قوي ولم تكن يوماً أفضل مما هي عليه اليوم عتاداً وعدة وجهوزية وخبرة.

حزب الله يدخل إذاً على خط حرب غزة بعد توقفها. والى المعادلة التي أرستها حماس وهي معادلة الربط بين غزة
والقدس وكل الساحة الفلسطينية، بمعنى أن غزة تحمي القدس والفلسطينيون يحمون غزة، يضيف حزب الله معادلة جديدة هي الربط بين الساحة الفلسطينية وكل الساحات الأخرى في المنطقة، وتحديدا تلك المدرجة في نطاق محور المقاومة، وبمعنى إقامة الربط بين "كل الجبهات" الممتدة من غزة الى جنوب لبنان الى الجولان السوري، وصولاً الى العمق الإيراني.

يبدو السيد نصرالله مغتبطاً بالفشل الذي مُني به الإسرائيليون في حرب غزة، ويتوقف بشكل خاص عند الفشل في تقدير ردة فعل غزة على مشروع تهويد القدس، وردة فعل كل الساحة الفلسطينية بما فيها فلسطينيو الـ48 ...والفشل في منع إطلاق الصواريخ، والفشل الأهم في عدم إقدام الجيش الإسرائيلي على خوض معركة برية... ولكن بالإنتقال الى الملف اللبناني، يبدو نصرالله مستاء من الفشل الذي يستحكم بعملية تشكيل الحكومة وحالة الدوران في الحلقة المفرغة.
ويصل الى رسم معادلة سبق أن تحدث عنها ولكن هذه المرة بشيء من الإلحاح وبكثير من الجدية، موحياً أن ساعة الحكومة قد دقت وأن الوضع لا يحتمل مزيداً من الإنتظار وهدر الوقت والفرص...

المعادلة التي يرسمها نصرالله في موضوع الحكومة هي التالية: لا حكومة من دون إتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، أي أن إتفاق الحريري مع عون هو الممر الإجباري لولادة الحكومة، والحكومة هي مفتاح الخروج من الأزمة الراهنة.

لذلك يدعو نصرالله الحريري الى أخذ زمام المبادرة وزيارة قصر بعبدا وعقد إجتماع مفتوح مع عون حتى الوصول الى إتفاق على الحكومة... وإذا تعذر اتفاقهما، يمكن الإستعانة بـ"صديق"، وهذا الصديق هو الرئيس نبيه بري، الوحيد المؤهل للقيام بدور وساطة وتقريب وجهات النظر بحكم موقعه وما لديه من خبرة وحنكة...

وبالنتيجة، فإن نصرالله يعطي بري تفويضاً جديداً وعلنياً في شأن موضوع الحكومة لإدارة عملية التأليف ولتمثيل حزب الله والتحدث باسمه. وفي الواقع، يلتقي نصرالله وبري على كثير من النقاط في الملف الحكومي. كلاهما يريان في أن المشكلة داخلية بحتة، وناجمة بشكل أساسي عن خلاف عون والحريري وانعدام الثقة بينهما. كلاهما يريدان سعد الحريري رئيسياً للحكومة، ويريدان حكومة من 24 وزيراً لا ثلث معطل ولا هيمنة فيها لأي فريق... والشيء الوحيد الذي يختلف بينهما هو أن بري منحاز الى الحريري في معركة التأليف، فيما الحزب منحاز الى عون ويرفض ممارسة أي ضغط عليه أو خروجه منكسراً...

ولكن مع "التكليف السياسي" الصادر عن قيادة حزب الله، فإن الرئيس بري سيكون أكثر توازناً في دوره الجديد الدافع الى تشكيل الحكومة بالتعاون والتنسيق مع البطريرك الراعي، خصوصاً وأن بري "يخطّئ" الحريري في موقفه داخل جلسة مناقشة الرسالة الرئاسية وفي تصرفه بعدها، ويعتبر أن باسيل تراجع خطوة الى الوراء وعلى الحريري أن يكون أكثر مرونة، بدءاً من الذهاب الى تقديم تشكيلة حكومية جديدة. فهو لا يستطيع أن يظل متمسكاً بتشكيلته الأولى ومستنكفاً عن تقديم تشكيلة جديدة، خصوصاً وأن الأحداث تجاوزت تشكيلة الـ18 وصارت تشكيلة الـ24 أمراً واقع...



بحسب المعطيات الإعلامية و بعض الوكالات ( النشرة )



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top