بعد تطعيم أكثر من 70 بالمئة من سكانها البالغين، بلقاح فيروس كورونا، أصبحت جزيرة أوروبية صغيرة أول دولة أوروبية تصل لتحقيق “مناعة القطيع” ضد فيروس كورونا.
وأعلنت مالطا، الجزيرة الواقعة جنوب إيطاليا، عن نجاحها بتلقيح 70 بالمئة من سكانها البالغين، بالجرعة الأولى من لقاح كورونا، لتصبح بذلك أول دولة أوروبية تنجح بتطبيق “مناعة القطيع”.
وجاء الإعلان عن طريق وزير الصحة المالطي حيث قال: “لقد وصلنا اليوم إلى تحقيق مناعة القطيع، التطعيم هو سلاحنا ضد هذا الفيروس”، وفقا لوكالة “رويترز”.
وقد تم إعطاء 475 ألف جرعة تطعيم في مالطا، وتم حتى الآن إعطاء الجرعة الثانية لـ 42 بالمئة من السكان.
مناعة القطيع عبر التطعيم
بعد أن غيّر كورونا وجه العالم منذ انتشاره قبل أكثر من عام، ومحاولة الدول والمجتمعات التصدي له، بات من الواضح أن الحل الوحيد لإيقافه وإنهاء هذه الأزمة هي عبر تطعيم أكبر قدر ممكن من البشر، حتى تصل البشرية إلى مناعة القطيع.
مناعة القطيع تعني أن يكون لدى نسبة كبيرة من البشر مناعة ضد هذا الفيروس، وبالتالي يصبح من الصعب انتقال الفيروس من شخص لآخر مما يحدّ من حركته، وبناء على ذلك يصبح المجتمع كله محميا، وليس فقط الأشخاص الذين أصبحت لديهم المناعة.
وتختلف النسبة المطلوب الوصول إليها من السكان الحاصلين على التطعيم للوصول إلى مناعة القطيع حسب نوع المرض وقوة انتشاره، فبعض الأمراض تتطلب تحصين نسبة كبيرة من السكان قد تصل إلى 95 بالمئة مثلا في مرض الحصبة، أو 80 بالمئة في شلل الأطفال، ولا تزال النسبة المطلوب الوصول إليها للحماية من كورونا غير متفق عليها علميا لحداثة المرض، ولكنها تقدر بحوالي 70 بالمئة من البشر.
كيف كان أثر ذلك على مالطا؟
نسبة التطعيم المرتفعة في مالطا كان لها انعكاسات واضحة على معدلات الإصابة بالفيروس، حيث أصبحت مالطا الأقل في معدلات الإصابة بين كل دول الاتحاد الأوروبي، بحوالي 25 إصابة لكل 100 ألف نسمة، ولم يتم تسجيل أي حالة وفاة بسبب كورونا في الأسابيع الثلاثة الأخيرة هناك.
يذكر أن الدولة الأوروبية المتوقع وصولها لمناعة القطيع بعد مالطا هي بريطانيا ثم هنغاريا ثم آيسلندا.