لم تستغرب مصادر سياسية قريبة من بيت الوسط ما اعتبرته المواقف والإفتراءات المناهضة والتحريضية التي أعلنها جنبلاط تجاه الحريري في موضوع تشكيل الحكومة الجديدة، باعتبارها تؤشر الى المنحى السلبي الذي بلغته العلاقة الشخصية بين الرجلين في الوقت الحاضر بعد الإهتزازات التي تخللتها منذ ما قبل إعلان الحريري ترشحه لرئاسة الحكومة الجديدة. وقالت إن مواقف جنبلاط تعبّر عن ضيقه وعدم قدرته على فرض توجهاته وممارسة دور أكبر من حجمه في مسار تشكيل الحكومة والواقع السياسي العام، ولذلك يرمي الإتهامات جزافاً بعيداً عن الحقيقة ويحاول إيهام الرأي العام بوقائع غير صحيحة، ولا سيما ما يتعلق منها بإلصاق مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة بالرئيس المكلف، في الوقت الذي يعلم القاصي والداني أن ما نقله عن موافقة الرئيس ميشال عون على الأفكار والصيغ لإخراج أزمة التشكيل من مأزقها كان ينقضها باسيل علانية.
وأشارت المصادر الى أن باستطاعة جنبلاط التموضع بأي جهة كانت ولا يمانعه أحد وهذا من صفاته ومميّزاته المعهودة، ولكن ليس على حساب تحوير الوقائع وكيل الإتهامات يميناً وشمالاً. ولاحظت المصادر تجنب جنبلاط توجيه أو توصيف مواقف عون وباسيل على حقيقتها حالياً حتى بفضائح الكهرباء أو بإعادة التفاوض على تحديد الحدود البحرية لغاية ما في نفس يعقوب، بينما الكل يتذكر المواقف والحملات التي كان يوجهها ضدهما بالأمس القريب وكأنها لم تكن ولا
سيما على خلفية أحداث قبرشمون التي تناسى سريعاً وقوف الحريري الى جانبه.
من ناحية أخرى كشف جنبلاط في حديثه جديداً عن ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وقال: "إلتزمنا بالمساحة التي عمل من أجلها نبيه بري 10 سنوات، أتى أحدهم وقال الموضوع لم يعد لديك، جهة سياسية مع خبراء جدد، ضابط في الجيش اللبناني والخبير نجيب مسيحي وبدأت المزايدات، هل هي مزايدة محلية؟ أنا برأيي لا، قد تكون مزايدة خارجية من إيران تقول لنا الثروات النفطية في لبنان أنا أقرر حولها وليس أنتم".
وفي السياق، تابع: "زار وكيل وزارة الخارجية ديفيد هيل لبنان وأعتقد أن المهمة كانت نقل رسالة فحواها في حال كنتم ستوقعون على الحدود الجديدة، تكونون قد أهدرتم كل فرصة لديكم للإستفادة من إمكانية الحل عبر الأمم المتحدة حول الحدود القديمة".