يلاحظ المراقبون والمتابعون أن هناك سياسات إعلامية تقوم على استهداف جهة معينة لمجرد ان المطلوب هو تسليط الأنوار عليها، وشيطنة كل ما تقوم به وفي كل الظروف. وهناك العديد من النماذج على الساحة اللبنانية التي تحولّت إلى منصات للتصويب الدائم. وسنتوقف عند إثنتين منها كمؤشرات وليست كثوابت وهما: رئيس الحكومة المستقيل حسّان دياب وحزب الله.
الأول ومن منطلق الضعف في المواجهة لأنه وصل إلى السراي بدون تغطية من المذهب الذي ينتمي إليه، تحوّل إلى هدف سهل لكل أنواع التصويب. فعلى سبيل المثال عندما طُرحت في لبنان مسألة تسديد الديون المتراكمة عليه نتيجة السياسات المالية التي كانت معتمدة منذ ثلاثة عقود، وقف أمام خيارين: إذا قرّر الدفع فسيتم إتهامه ب “البعزقة”، ودفع لبنان نحو الأفلاس، لأن البلاد في وضع مالي صعب جداً. وإذا قّرر تأجيل الدفع و(لأن المصارف كانت ستستفيد من عمليات التسديد)، إنصبّت الاتهامات عليه بأنه “يفرّط” بموقع لبنان المالي. فذهب بإتجاه الخيار الثاني وقامت الدنيا عليه ولم تقعد لحين إنتقل التصويب إلى موضوع آخر. وهذه هي حاله في الفترة الراهنة لجهة إنعقاد مجلس الوزراء من عدمه، مع التذكير أنه كان بإمكانه التوجه نحو إتخاذ القرارات المجردّة التي تحمل الشعار الوطني الصرف لجهة محاربة الفساد والنهب. وبذلك كان فرض إسمه على السجل الذهبي في التاريخ اللبناني!
أما حزب الله المتمكن في بيئته والذي يمتلك ترسانة صواريخ لافتة حتى في المجال الإقليمي، كانت توجه إليه الاتهامات بإنه يضع لبنان أمام مخاطر عديدة إذا ما قرّر استخدامها ضد العدو الاسرائيلي على غرار ما حصل في العام 2006، وما نتج عن ذلك من دمار وخراب في البنية المدنية على الساحة اللبنانية. ولكن بالأمس عندما إنطلقت “الهبّة” الفلسطينية الجديدة، سارع المتشدقون إلى توجيه اللوم لحزب الله لأنه لم يبادر فوراً إلى استخدام ترسانة صواريخه ضد العدو لدعم ما يجري على الأراضي المحتلة، وكأن الدعم للفلسطينيين يأتي فقط بتوجيه الصواريخ وما يمكن ان ينتج عنه من تداعيات بالغة التعقيد اقليمياً ودولياً! في وقت اكدت فيه مصادر قيادية في “حماس” أن الظروف غير مؤاتية لفتح الجبهات الأخرى، ولا حاجة أصلاً الى ذلك لأن موقفنا الميداني جيد. ولاحظت ان المعركة كشفت نقاط ضعف العدو الاساسية!
الواضح ان هدف تلك الاستهدافات ليس الوصول الى نتائج مفيدة وطنياً، وانما تلبية لأجندات ترمي إلى تأليب الرأي العام ضد المستهدف وتشويه صورته بكل المعايير!..