2024- 11 - 05   |   بحث في الموقع  
logo الانتخابات الأميركية.. “العربيّات حتموّن بدل البنزين برفان”!.. غسان ريفي logo اليوم الانتخابي الأميركي.. الشرق الأوسط معلق على شخصية الرئيس!.. ديانا غسطين logo إرهاصات النظام العالمي الجديد بين التحدّيات وطموحات البريكس!.. بقلم: حمد رستم logo خبير إسرائيلي يكشف اسرار الوحدة البحرية لحزب الله ودوافع اعتقال أمهز logo سابقة في الاستخبارات الإسرائيلية: قيادة 8200 قد تنتقل لضابط خارج الجيش logo سجن ثلاثة أشخاص بتهمة الاحتيال بملايين الدولارات logo انقلاب سيارة ثماني مرات على طريق سريع في سيدني logo الشرطة تحقق في وفاة امرأة “مشهورة ومحترمة” من بورك
المناطق النائية تنتعش سياحياً على حساب بيروت
2021-05-17 07:25:11




تكاد شوارع بيروت تخلو من روادها في نهاية الأسبوع. لا حركة سياحية فيها، ولا زوار من خارج المدينة، وتختفي زحمة السير من شوارعها، خصوصاً في أيام العيد كما كانت في ليالي رمضان، خلافاً لما اعتادت عليه المدينة في السنوات الماضية، في أسوأ مؤشر على الحركة السياحية، في مقابل انتعاش مناطق بعيدة في الجنوب والشمال والجبال.

ويعود تراجع الحركة في بيروت، إلى غياب السياح. ويقول مازن، وهو مالك لسيارة نقل عمومية، إن لبنان «يعاني أسوأ موسم سياحي على الإطلاق»، موضحاً أن «شوارع العاصمة تخلو من السياح، ونادراً ما يتم الاتصال بنا لنقل سائح من موقع إلى آخر، أو لشراء حاجيات له»، ولافتاً إلى أن السياح العرب «كانوا في أوقات سابقة في رمضان أو غيره، هم الأكثر حضوراً في شوارع بيروت، ويتسببون بحركة فاعلة، لكن في هذه الأوقات نادراً ما نجدهم».

وتسببت الأزمة السياسية القائمة في لبنان بزعزعة عامل الاستقرار الجاذب للسياح، ما حرم البلاد من حركة وافدين وزوار من أجانب ومغتربين لبنانيين في الخارج إلى مستويات قياسية، وأنتجت في المقابل حركة سياحية داخلية، حيث يخرج المواطنون من العاصمة في نهاية الأسبوع إلى المناطق الأخرى في الشمال والجنوب والبقاع، حيث يرتادون المنتجعات السياحية، ما أفضى إلى انتعاش في الحركة السياحية في الأطراف، وتقلصها في العاصمة.

ويقول الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية جان بيروتي لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الحركة باتجاه الأطراف «طبيعية لأننا تحولنا من بلد جاذب للسياح من الخارج، إلى بلد يركز على السياحة الداخلية»، موضحاً أن السياحة الداخلية كانت تمثل 15 في المائة فقط من حجم القطاع السياحي في لبنان قبل الأزمة السياسية والاقتصادية الأخيرة، لكن النسبة انقلبت الآن، حيث باتت السياحة الداخلية تستحوذ على 90 في المائة من إجمالي الحركة السياحية، بينما لا تتخطى نسبة الزوار الأجانب أكثر من 10 في المائة في هذا الوقت.

ويشرح بيروتي أن «القوة البشرية الكبيرة في العاصمة، تخرج من بيروت في أيام الإجازات وتتحرك باتجاه المناطق الأخرى في الجبال والمدن الساحلية الأخرى، وفي المقابل لا يشغل مكانهم سياح أجانب في العاصمة، وهو ما يتسبب في المشهد الذي تلحظه» لجهة انتعاش المناطق وخسران بيروت لحركة واسعة، فضلاً عن أن أزمة «كورونا» في العام الماضي، دفعت بعدد من سكان المدن نحو القرى والأطراف، وبات هؤلاء يتوجهون إلى منازلهم الجديدة في فترة الإجازات.

وساهمت الأزمة الاقتصادية في تخفيض تكاليف السياحة في لبنان بشكل قياسي بالنسبة للسائح الأجنبي، حتى باتت الأقل كلفة في الشرق الأوسط، وهي أقل من تكلفة السياحة في بعض البلدات الأفريقية والآسيوية. وتقول مصادر في قطاعات فندقية أن حجز غرفة فندق كان يبلغ 200 دولار، بات الآن لا يتخطى الـ40 دولاراً، وتراجعت أسعار فنادق في العاصمة إلى حدود الـ15 دولاراً في الليلة الواحدة، بعدما كانت 60 دولاراً، وذلك يعود إلى انخفاض قيمة العملة المحلية.

وتشير المصادر إلى أن أسعار الطعام في الفنادق تراجع بنسبة تصل إلى 70 في المائة عما كانت عليه في السابق، حيث انخفضت تكلفة الوجبات في المطاعم المتوسطة من 20 دولارا إلى 5 دولارات، كذلك انخفضت تكلفة التنقلات والتسوق. ومع ذلك، لم يستطع لبنان جذب السياح الأجانب حتى الآن، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى أزمة «كورونا»، وإلى عدم الاستقرار السياسي في البلاد. ويقول بيروتي إن أزمة «كورونا» تقلص الحركة السياحية ولا تقضي عليها كما جرى في لبنان، محملاً السياسيين اللبنانيين مسؤولية ما آلت إليه الأمور. ويقول: «الأزمة سياسية، لأنه عندما تظهر مؤشرات على قرب تشكيل الحكومة، يهدأ البلد وتتحسن العملة المحلية، وعند اشتداد الأزمات يرتفع سعر صرف الدولار بشكل قياسي.

ويقول بيروني: «السياسيون وحدهم يتحملون المسؤولية. نحن بحاجة إلى استقرار وتهدئة لإعادة السياح إلى لبنان»، لافتاً إلى أن القطاع «أدخل 6.5 مليار دولار عملة صعبة إلى البلاد في عام 2019، وهو واحد من أسوأ الأعوام السياحية بالنسبة للتوترات الأمنية التي تخللته واندلاع الاحتجاجات، بينما أدخل القطاع 9.5 مليار دولار في عام 2010 كعملة صعبة إلى البلاد».

ويؤكد بيروتي أنه «إذا لم يحصل تدفق مالي أجنبي من الخارج إلى لبنان، فلا يمكن إنعاش القطاع السياحي لأن الحركة الداخلية تستنزف المقدرات ولا تأتي بالعملة الصعبة، فيما القدرة الشرائية عند اللبناني انخفضت باستثناء الطبقات التي تمتلك مصدر دخل خارجي». وإذ يشدد على أن الحركة السياحية الداخلية غير منتجة لأنها لا تأتي بعائدات أجنبية، يؤكد «أننا نحاول أن لا نوقف هذه الحركة، رغم الخسائر المترتبة عليها، كي لا نخسر الكادر العامل والمتخصص في القطاع».

وفي مقابل انتعاش مناطق مثل طرابلس والبترون في الشمال، ومدينة صور في الجنوب، ومنتجعات سياحية في الجبال، لا مؤشرات واضحة بعد على حركة سياحية خارجية كبيرة في الصيف، كون الحجوزات الفندقية قليلة جداً، وخصوصاً من قبل الزوار الأجانب.




Saada Nehme



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top