للعديد من الأسباب، منها العولمة والاستيعاب الثقافي، يهيمن عدد قليل من اللغات، مثل الإنكليزية والإسبانية والماندرين على المشهد اللغوي في العالم، وغالباً ما يأتي ذلك على حساب اللهجات القديمة والأقل شعبية التي تتلاشى ببطء، حسب خدمات «تريبيون ميديا».
وتشير التقديرات إلى أن لغة ما تنقرض كل 14 يوماً، مما يقرب من نصف لغات العالم التي يتراوح عددها ما بين 6 آلاف إلى 7 آلاف لغة مهددة بالانقراض. ولدى اليونيسكو مقياس للغات المهددة، يُطلق عليه «أطلس لغات العالم المهددة بالخطر»، حيث تتراوح اللغات من الضعيفة إلى المهددة بشدة.
ويخلق هذا الواقع المعاصر إحساساً مؤلماً بالخسارة للعديد من الأشخاص الذين يتطلعون بشكل مفهوم إلى الحفاظ على تراثهم الثقافي وعلى تقاليد أسرهم من التلاشي والزوال. لهذا السبب تنشر «غوغل أرتس أند كلتشر» تقنية التعلم الآلي الخاصة بها للسماح لأي شخص في العالم بالعثور بسهولة على كلمات للأشياء الشائعة في عشر من هذه اللغات المهددة بالانقراض.
ويُعد التطبيق المجاني جزءاً من مهمة «غوغل أرتس أند كلتشر» الذي يهدف إلى «إضفاء الطابع الديمقراطي على مهمة الوصول إلى الفنون والثقافة في العالم»، بحسب تشانس كاغنور، رئيس قسم الحفظ في «غوغل»، والذي يجري تنفيذه بمساعدة 2500 شريك في 80 دولة. بدأ القسم أولاً برقمنة القطع الفنية المتحفية لتسهيل الوصول العام عبر الإنترنت، وهو الآن متفرع لاستخدام تقنيتها للمساعدة في الحفاظ على «التراث غير المادي»، أو «الجزء المهدد من التراث المعرض لخطر الضياع أو للخطر». ويمكن للمستخدمين سحب التطبيق المسمى «وولرو» على متصفحات الهاتف المحمول الخاص بهم والتقاط صورة لأي مادة أو مشهد يحتوي على عدة مواد.
وتشمل اللغات العشر لغتين إيطاليتين: الصقلية، واليونانية كالابريا، وهي لهجة يونانية لا تزال متداولة في بعض القرى في المنطقة الجنوبية من «كالابريا» (إصبع الحذاء الإيطالي) بين نحو ألفي شخص. هناك أيضاً «لويزيانا الكريول»، وهي لغة فرنسية يتحدث بها نحو 7 آلاف شخص في بعض أبرشيات «لويزيانا»، وهناك لغة نواة (أو بيبيل)، وهي لغة موجودة في السلفادور ويتحدثها 200 شخص، وصفتها منظمة اليونيسكو بأنها أكثر اللغات المهددة بالانقراض. وليصبح في متناول مجموعة كبيرة من الناس، يعمل التطبيق باللغات الإنكليزية، والعربية، والإسبانية، والفرنسية، والإيطالية.