بيروت - بولين فاضل

ما قبل دور «رسمية» في مسلسل «2020» ليس كما بعده للممثلة كارمن لبّس، فدورها، كما المسلسل ككل، نال كما من الإعجاب والثناء، وبالرغم من ذلك تدرك كارمن أن هامش اختيار الأدوار لممثلة في سنها ما عاد كبيرا، وكونها تعتاش من هذه المهنة ولا تجيد سواها فإنها يستحيل عليها المكوث طويلا في البيت بانتظار العرض الأجمل والأفضل، بل قد تضطر أحيانا إلى بعض التنازلات لاسيما لجهة قبول أدوار في أدنى قدر من أدوار سبق أن جسدتها.

وتعترف بأنها قاتلت للفوز بدور «رسمية» خصوصا أن عروضا كثيرة تلقتها بالتزامن مع هذا الدور وهي عروض مهمة قوامها مدخول مادي أكبر وشروط أفضل.

غير أنها بقيت حريصة على عدم التفريط في «2020» لا سيما أن الكاتبين بلال شحادات وندين جابر و«شركة الصباح للإنتاج» والمخرج فيليب أسمر ظلوا على قناعتهم بأنه لا أحد سواها يمكن أن يجسد شخصية «رسمية».

بهذا المعنى تشارك لبّس القائلين ان هذا الدور هو واحد من أدوار عمرها، ويكفي أنه دور مركب يتطلب الكثير من عدة العمل التمثيلية لإصابة الهدف، وقد تخلت من أجله عن كامل أنوثتها وأضافت «التواليل» إلى وجهها بناء على طلب المخرج كي تكتمل قساوة «رسمية» ويكتمل إهمالها لشكلها هي القاطنة في حي شعبي والتي تخفي حزنا وألما وغموضا خصوصا أنها مكتومة القيد وتعيش وحيدة في منزلها.

وتدين كارمن بالفضل إلى المخرج فيليب أسمر في وضع لمساته بكل شيء، من شكل الشخصية إلى ملابسها إلى المكياج والديكور وسائر التفاصيل.

وتروي أنها حين قرأت نص المسلسل لم تستطع في بادئ الأمر، وخلافا للعادة، تخيل شكل «رسمية» وتفاصيلها، وكانت المرة الأولى التي لا تفلح فيها في رسم شكل الشخصية وارتداء ثيابها بمجرد قراءة النص.

وبعدما تمت حياكة «رسمية» من الخارج بالتضامن والتعاون مع المخرج، اطمأنت إلى الدور الذي فعلت المستحيل «كي لا يروح من يدها» وأيقنت أكثر أن الدور جديد على مسيرتها ويمكن أن يشكل إضافة عليها.

عن هذا الكاراكتر تقول: «الشكل أساسي، وحين نرسو على ثياب الشخصية نكون قد انتهينا من تكوين 50 بالمائة من الكاراكتر.

بهذا المعنى كانت الفكرة إخفاء عالم الأنوثة لدى «رسمية» واختيار ملابس قديمة وغير منسقة لها مع إصرار على الشعر المجعد غير المرتب وربطه على جانب واحد في انعكاس لفوضوية هذه الشخصية وقساوة حياتها».

وتتوقف كارمن عند ثنائيتها في هذا العمل مع نادين نسيب نجيم، فتؤكد أن الأخيرة نجمة «ومكسرة الدني» واسمها لامع في كل الدول العربية، وبالتالي يجب التصفيق ورفع القبعة لها.

أما بالنسبة للممثل قصي خولي، فنقول انه حبيب قلبها والكيميا بينهما كبيرة، خصوصا أنها المرة الثالثة التي تقف فيها أمامه بعد مسلسلي «عصر الجنون» و«سرايا عابدين».

لكن ماذا عن الدور الذي تصبو إليه بعد مسيرتها الزاخرة بالأعمال؟ تجيب كارمن: ما من دور أطمح إليه لأنني لو فعلت ذلك لا أعود أستمتع بكل ما أقوم به، لذا أفضل أن أنأى بنفسي عن التوقعات الكبيرة تجنبا للإحباط».