2024- 11 - 05   |   بحث في الموقع  
logo الانتخابات الأميركية.. “العربيّات حتموّن بدل البنزين برفان”!.. غسان ريفي logo اليوم الانتخابي الأميركي.. الشرق الأوسط معلق على شخصية الرئيس!.. ديانا غسطين logo إرهاصات النظام العالمي الجديد بين التحدّيات وطموحات البريكس!.. بقلم: حمد رستم logo خبير إسرائيلي يكشف اسرار الوحدة البحرية لحزب الله ودوافع اعتقال أمهز logo سابقة في الاستخبارات الإسرائيلية: قيادة 8200 قد تنتقل لضابط خارج الجيش logo سجن ثلاثة أشخاص بتهمة الاحتيال بملايين الدولارات logo انقلاب سيارة ثماني مرات على طريق سريع في سيدني logo الشرطة تحقق في وفاة امرأة “مشهورة ومحترمة” من بورك
تلويح الحريري بورقة الإعتذار هي بمثابة إنهاء دوره السياسي..؟!
2021-05-05 10:34:00

لماذا تراجع الحريري عن موقفه الذي التزمه منذ تكليفه تشكيل الحكومة، بأنه "لن يعتذر، ولماذا يقرر الخروج من موقعه الذي التزمه طيلة هذه الفترة وصمد فيه بأن "لا يؤلف (إلا وفق تصّوره) ولا يعتذر (في مطلق الأحوال) ؟!

هل الحريري جدي ونهائي في موقفه، أم أنه على سبيل المناورة وبهدف ممارسة الضغط وتحسين شروطه للتأليف؟!
هل إبراز خيار الإعتذار عشية وصول وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان الى بيروت له علاقة بهذه الزيارة التي تظهر تعديلاً في موقف باريس ونظرتها الى الحريري ومستوى وطريقة التعاطي معه؟!

هل من "علاقة محلية" بين التلويح بالإنسحاب واحتدام معركة رفع الدعم الذي بات قريباً، وسط مؤشرات متزايدة الى حصول إنفجار إجتماعي ـ أمني نتيجة ذلك؟!
وهل من "علاقة إقليمية" بين خطوة الحريري الى الوراء وتطورات المنطقة التي تمضي قدماً الى الأمام، ربطاً بالمفاوضات الأميركية ـ الإيرانية والعودة شبه المؤكدة الى الإتفاق النووي؟! وهل شعر الحريري أن هذه التطورات، وأبرز ما فيها الحوار السعودي ـ الإيراني والتقارب السعودي ـ السوري، لا تصب في مصلحته ويمكن أن يدفع ثمنها؟!
في الواقع، يوجد الحريري في وضع لا يُحسد عليه ويقف منذ شهور في نقطة المأزق. فلا هو قادر على التراجع والإعتذار، وبالتالي الخروج من اللعبة ومعادلة الحكم، ولا هو قادر على الإندفاع الى تأليف حكومة بشروط غيره ولا تتوافر لها مقّومات النجاح، لا على صعيد العلاقة المأزومة مع رئيس الجمهورية، ولا على صعيد الدعم الخارجي غير المضمون في ظل إنهيار قارب لحظة الإرتطام وتجاوز الخط الأحمر. وبالتالي، فأي فشل سيكون محسوباً له وعليه ويُفقده المزيد من رصيده السياسي والشعبي عشية انتخابات واستحقاقات مفصلية. وحتى البقاء في نقطة المراوحة والإنتظار لم يعد ممكناً، بعدما تبيّن أن "عامل الوقت" لم يعد في مصلحته. فالضغوط الدولية ترتفع درجتها باتجاه تشكيل حكومة، لم يعد مهم شكلها وتفاصيلها، والضغوط الاقتصادية والإجتماعية في الداخل لم يعد من الممكن مواجهتها من دون حكومة.

ربما يكون الحريري وقع في خطأ حسابات سياسية عندما:
- راهن على المبادرة الفرنسية بقوة واعتقد أنه يمكنه تشكيل الحكومة تحت سقفها، في وقت كانت المبادرة الفرنسية تفقد مع الوقت زخمها وقوة الدفع التي اكتسبتها مع زيارات ماكرون...
- توقع تغييراً وتراجعاً في موقف الرئيس عون بمرور الوقت وبفعل الضغوط الداخلية (المالية والاقتصادية والإجتماعية) والخارجية (العقوبات والعزلة) ... في وقت كان عون قد قرر أن لا تراجع مهما كان الثمن، ويتصرف من خلفية أنه لا يريد الحريري رئيساً للحكومة.

- إنتظر من حزب الله أن يتدخل ويضغط على عون كي يلين موقفه، بينما الحزب ملتزم بحليفه الأول ميشال عون ولا
يقبل إنكساراً له في معركة الحكومة، حتى لو أدى الأمر الى تباين وشرخ سياسي مع بري.

- راهن على حدوث تغيير في الموقف السعودي حياله باتجاه تأييد ودعم حكومته الجديدة، أو على الأقل رفع الحظر
السياسي عنه والشروط المسبقة...
- عندما لم يتفاعل إيجاباً وكما يجب مع مبادرة بري (الـ24 وزيراً) ودعوة جنبلاط الى "تسوية" جديدة، والمسعى
الفرنسي لجمعه مع باسيل في باريس.

وربما واجه الحريري حظاً سياسياً عاثراً وعاكسته الظروف الدولية والإقليمية... بدءاً من الانتخابات الأميركية التي
أوصلت بايدن وأسقطت ترامب (الذي كان للحريري في إدارته صديق وثيق هو وزير الخارجية مايك بومبيو) ، وأطلقت مرحلة جديدة في المنطقة. وما حدث مع الحريري الذي ُسمي رئيساً للحكومة الجديدة عشية انتخاب بايدن بعدما كانت التوقعات ترجح فوز ترامب، حدث مثله للعماد ميشال عون الذي انتُخب رئيساً للجمهورية عشية انتخاب ترامب، بعدما كانت التوقعات ترجح فوز هيلاري كلينتون، وبعد ذلك حصل إنقلاب في المنطقة وأجوائها ومسارها ضيّق الخناق على عهده وأطاح بفرص نجاحه.

الشرق الأوسط يدخل مرة جديدة في فلك تحولات ومتغيّرات مصدرها واشنطن، وهذه التحولات تطال لبنان في نتائجها التي تعني عودة المنطقة الى ما قبل ترامب. عودة تجري بخطى متسارعة ووفق نسخة منقحة...

إتصل الرئيس سعد الحريري (ليل الأحد ـ الإثنين) بحزب الله يبلغه أن التشكيل تعتريه صعوبات جمة. وأنه وإن كان يُصر على التشكيل "إلا أن مشكلة الوزراء المسيحيين لم تجد حلاً وهناك وضع اقتصادي صعب في ظل رفع الدعم، وإذا كنت المؤهل الوحيد للحل فإن الطرف الآخر لا يتوقف عن العرقلة، وإذا توصلت الى قناعة بأني عاجز عن أن أكمل فأنا أفكر بالإعتذار جديا".

لا يملك حزب الله فكرة واضحة عن خلفيات موقف الحريري وحجمه ولو أخذ علماً به فهل سيستطيع ثنيه عن الإعتذار
ويتمسك به كما سبق وحصل قبل إستقالته العام الماضي وبعدها؟ حين استقال لم ينصت آنذاك لنصيحة حزب الله، فما الذي يجعله ينصت لرأيه اليوم؟ واضح أن حزب الله تعامل مع موقف الحريري بتحفظ لكونه لم يكن متأكداً إذا ما كانت الخطوة جدية أم هي مجرد رسائل للضغط.

وتميل مصادر في حزب الله الى إستبعاد إعتذار الحريري وتقول: "معظم المعطيات المتوافرة تعطي إنطباعاً بأن الرئيس الحريري لا يمكن له أن يقدم على خطوة تراجعية من هذا النوع، لأنها أشبه ما تكون بعملية إنتحار سياسي مجاني، أو تشكل بالحد الأدنى خروجاً نهائياً من اللعبة والمشهد، ويصعب على الحريري أن يخرج الآن لأنه بذلك يكون قد قرر إلغاء نفسه من دون أي تعويض أو مكاسب.

في حين أكد نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش أن هذا الأسبوع سيكون حاسماً حكومياً، إما أن تفرج وإما أن يقدم الرئيس المكلف إعتذاره، لأنه لن ينتظر الى ما لا نهاية لا سيما أن الوضع مقفل بالكامل... رأى الوزير والنائب السابق الدكتور أحمد فتفت، بعدما لاحظ وجود تحولات إقليمية ستبدل في صورة المنطقة جذريا وتُدخل لبنان بالتالي في مرحلة مفصلية، أن الرئيس المكلف سعد الحريري سيجد نفسه أمام أربعة خيارات لا غير، وعدّدها كالتالي:
-الخيار الأول: إما ان يعتذر ويصارح الناس بحقيقة الأوضاع ويضع بالتالي كل طرف أمام مسؤولياته.
- الخيار الثاني: إما ان يستمر في الوضع القائم والمعقد بفعل إستمرار العراقيل، وقد بدأت الأصوات تعلو في محاولة
لتحميله مسؤولية فشل التأليف علما أنه لا يتحملها.
- الخيار الثالث: إما أن يؤلف حكومة كما يشتهون وهي حكومة مرفوضة دولياً وعربياً ومصيرها سيكون الفشل حتماً.
ـ أما الخيار الرابع، وهو خيار مستحيل، فيتمثل في أن يؤلف حكومة مهمة تضم إختصاصيين مستقلين بعد أن يوافقوا
على إطلاق يده في تأليفها، علما أنه لو تحقق هذا الخيار فلن يسمحوا له بالعمل، بل سيزرعون أمامه كل العراقيل الممكنة
لتفشيله وعدم التمكن من إنجاز مهمته.

وفق تقرير سياسي نُشر في بيروت، فقد بدأ البحث في بدائل الرئيس سعد الحريري، ويجري التداول بثالثة إحتمالات:


- نجيب ميقاتي مع مشروع حكومة من 24 وزيراً، بينهم 6 سياسيين و18 إختصاصياً.
- فؤاد مخزومي الذي يفضّله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والذي سأل عنه وكيل وزارة الخارجية الأميركية
للشؤون السياسية ديفيد هيل، في زيارته الأخيرة لبيروت أكثر من شخص التقاه.
- شخصية يختارها الحريري، وترضى عنها السعودية.

ويقول مصدر متابع إن وضع الحريري صار صعباً. إما يقبل أن يستمر مهما كانت النتائج ولو هدم الهيكل على من بداخله، أو يدفع الثمن ويضع حدّاً لمستقبله السياسي كرئيس للحكومة ويفتح الباب على مصراعيه أمام مرشحين جدد، والأسماء جاهزة وقد سبق وتم استعراضها في مجالس المعنيين ولو كان من السابق لأوانه كشفها، لكن البحث الجدي في البديل كان انطلق بالفعل ُبعيد آخر إجتماع للحريري في بعبدا وتسارعت وتيرته منذ يوم أمس وبدأت تتصاعد بورصة
المرشحين، من النائب فؤاد مخزومي الى الدكتور عبد الرحمن البزري وآخرين من أسماء يجرى تداولها بصورة جدية.

(رداً على سؤال حول طرح أسماء جديدة لتولي رئاسة الحكومة ومن بينها نواف سلام، قال مستشار الحريري مصطفى علوش: "طُرح قبل ذلك وكشفت التقديرات أنه لن يحصل على أكثر من 15 صوتاً. وفي كل الأحوال إذا أمنوا حصول أي مرشح على الأكثرية فليمشوا به") .



بحسب المعطيات الإعلامية و بعض الوكالات ( النشرة )



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top