نُقل عن مصادر بيت الوسط أن الرئيس سعد الحريري يعتقد أن الأمور بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسية الى
بيروت لن تكون كما قبلها، وإن الحريري يدرس كل الإحتمالات، متوقعة أن الموقف الذي قد يتخذه عقب زيارة لودريان قد يقلب الطاولة على الجميع.
وتوقفت المصادر عند مساعي جمع الحريري بالنائب جبران باسيل، ونقلت عن الرئيس المكلف رفضه لهذا الطلب
لأن باسيل لم يسمّ الحريري في الإستشارات النيابية، وأنه من اليوم الأول أعلن رفضه التعاون معه، وأنه لم يكتف بذلك بل أعلن مراراً وتكراراً أنه لن يمنح الحكومة الثقة، وأن الحريري سأل عن مبرر لقاء شخص لا يريده، وأنه يؤكد أنه خارج اللقاء مع رئيس الجمهورية الشريك الأساسي في تأليف الحكومة لن يلتقي أياً من القوى السياسية قبل أن تشكل الحكومة.
ويقول بعض المقربين من الحريري إن ثمة تغييراً ما في لهجة رئيس الحكومة المكلف. لا يخفون إنزعاجه من التطورات خصوصاً وأن الرأي العام لم يعد يعفيه من تهمة التعطيل ويواجهه باللوم خصوصاً وأن التطورات تنذر بالأسوأ. ويكشف مع الإدارة الفرنسية، ويراقب عن
المقربون منه أنه بصدد التدقيق بكل التطورات والمتغيرات وتحديداً
كثب ما يحصل في المنطقة، ولو أنه مقتنع أن مهمة الحكومة العتيدة هي وقف التدهور وهو ليس متوهماً أنها قادرة على
إعادة الإستقرار الإقتصادي والمالي بين ليلة وضحاها، ولكنها قد تكون جسر عبور إلى مرحلة التفاهمات الإقليمية والدولية، أي أشبه بمرحلة أوكسيجين لا أكثر. لكن سلوك الفريق العوني لا يوحي بأنه بصدد القيام بهذه الخطوة أبدا. ولهذا يجزم المقربون من الحريري بأن ثمة شيئاً ما تغير في حسابات الأخير، لكن لا قرار نهائياً بعد بشأن الإعتذار. وقد تبين أن
كثراً من المحيطين بالحريري راحوا يشجعونه خلال الساعات الأخيرة نحو الإعتذار طالما أن الموشرات تشي بأن لا حكومة قريباً، حيث يبدو أن رئيس الحكومة المكلف لم يعد ممانعاً لهذا الخيار الذي بات على طاولة الدرس بانتظار ما ستفضي اليه زيارة وزير الخارجية الفرنسي.
قبل زيارة النائب جبران باسيل الى موسكو، كان المبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف زار
باريس والتقى المسؤول عن الشرق الأوسط ولبنان في الإليزيه باتريك دوريل وكان هناك تطابق في الرأي بين
الجانبين، حول ضرورة تشكيل الحكومة في لبنان على أن يترأسها سعد الحريري من دون ثلث معطل. ووضع دوريل بوغدانوف في صورة غض فرنسا النظر عن فكرة دعوة الحريري وباسيل الى باريس لأنهما غير مستعدين لإعطاء أي تنازالت في ما يتعلق بمواقفهما، إنما أظهرا تشددا إزاء رفض تقديم أي تنازل. وكان بوغدانوف قد زار السفير اللبناني في فرنسا رامي عدوان، ووفق المعلومات، فإن عدوان بطلب من باسيل، طالب بوغدانوف بأن يبلغ الفرنسيين بأن أي عقوبات فرنسية أو أوروبية ستكون غير مجدية ولن تجعل باسيل يغير موقفه.
يُعتبر باسيل في نظر باريس وموسكو المعرقل الأكبر، لكن لدى الفرنسيين والروس لوم كبير على معظم الطبقة السياسية، وفي المعلومات أن بوغدانوف ودوريل أبديا إستياءهما من شخصنة الحريري خلافه مع باسيل، فالبلاد تواجه الإنهيار وعلى الجميع إستنباط الحلول، من هنا يرى دوريل وبوغدانوف أنه كان على الحريري إجراء محادثات مع باسيل الذي يملك أكبر كتلة نيابية
ولو عبر موفدين إذا كان لا يريد اللقاء به شخصياً.