بقلم جومانا ناهض -
لم يعد خافيًا بأنّ جبران هو الذّرة الّتي تتفجّر عند كلّ استحقاق وتتوسّع جزئيّاتها داخليًّا وخارجيًّا.
في الدّاخل يحاربونه، يتّهمونه ويحاولون التّغييم على حقيقة أقواله وأفعاله بينما في الخارج يدعونه ويحاورونه على أعلى المستويات في كلّ الشّؤون.
إنّ عزلة جبران تجسّدت بمحاور لقاءات متفرّقة في الآونة الأخيرة. فمن هنغاريا ولقاء وزير خارجيتها في مركزيّة التّيار، الّذي، وإن كانت هنغاريا لا تلعب دورًا سياسيًّا كبيرًا إلّا أنّها في موضوع الحرّيات والحقوق لها دور فعّال. كما أنّ لها رأي متقدّم في موضوع اللّاجئين السّوريّين وضرورة عودتهم على غرار جبران. والمهمّ في الزّيارة هو علمها، تأكّدها وتأكيدها على أهميّة دور جبران كرئيس أكبر حزب مسيحي.
وتوجّه باسيل إلى العزلة الرّوسيّة الّتي تمثّلت بدعوة وزير الخارجيّة الرّوسي رئيس التّيار للقاءات متعدّدة. فتعدّدت المواضيع من أهميّة دور لبنان في المشرق، إلى الموضوع الإقتصادي الّذي يسعى لبنان لتحقيقه كما موضوع الغاز والنّفط وما يطرحه من خلافات بين الدّاخل وخلافات حدودية حيث تسعى اسرائيل للإستئثار بالتنقيب. وتوسّع الحديث مع افرقاء روسيين آخرين في موضوع مكافحة الإرهاب الّذي جعل لبنان يدفع ثمنًا باهظًا. وانتقلت الأحاديث للموضوع الحكومي وكلّ ذلك ما باب التّضييق على جبران كما سيفكّر المصطادين بالماء العكر. واستمرّت عزلته داخل روسيا، فبدأ يومه الثّاني بلقاءات على مستويات مهمّة من مسؤولين فدراليين إلى مسؤولي العلاقات الدّولية ونقاش حول دور روسيا في تقديم الحلول المساعدة للبنان من دون التّدخّل في شؤونه الدّاخليّة بشكل مباشر.
وتفاقمت العزلة في إصراره، حتّى أمام الأميركي، بمضمون حديثه من روسيا، على لبنان بحدوده المحقّة وبقراره الحرّ من الدّاخل إلى الخارج. كما واجه الإميركي بإصراره، كرئيس للتيار، على مصلحة لبنان بالنسبة لموضوع الحدود البحريّة من دون ان ينسى تذكيرهم بأنّه أقوى من قبل وبأن العقوبات قد خدمته لأنّها أكّدت أكثر فأكثر على نظافة كفّه.
عن حقّ جبران معزول. معزول عزلة لقاءات على مستويات عالية. معزول عزلة تصاريح شفافة ناريّة. معزول عزلة نقاشات في الدّين والسّياسة والاقتصاد والأمن.
أهذا هو مفهوم عزل جبران! قريبًا سيتمنّى الجميع عزلة جبران.