2024- 11 - 24   |   بحث في الموقع  
logo لا تسوية راهناً.. بايدن وماكرون يتابعان جهود وقف النار وبوريل في بيروت ويلتقي ميقاتي logo "الحزب لن يستسلم"... وهاب: لا حل في لبنان إلا بدور عربي يعيد الاستقرار logo بين الضغط السياسي والتدمير... "لا خطوط حمراء لإسرائيل" logo بلبلة عند الحدود.. تسلّل “طائرات لبنانية” باتجاه مستوطنات إسرائيل logo مقدمات نشرات الأخبار المسائية logo 3670 شهيدا و15413 جريحا منذ بدء العدوان على لبنان logo ماذا تغير بين 2006 و2024 في المفاوضات على وقف النار؟ logo محاولات لتعطيل التمديد لقائد الجيش
"استقالة جماعية والذهاب الى انتخابات مبكرة".. ؟!
2021-04-28 09:57:00

المفاجأة السياسية جاءت هذه المرة من بكركي، وتحديدا من القوات اللبنانية. فبعد زيارة وفد من تكتل "الجمهورية القوية" برئاسة النائب ستريدا جعجع الى بكركي، حيث التقى البطريرك بشارة الراعي ناقلاً إليه التأييد الكامل والمستمر، خرجت السيدة جعجع لتوجّه "نداء" الى تكتل "لبنان القوي" بأن يبادر الى "التنسيق معنا في تكتل "الجمهورية القوية" من أجل أن نستقيل جميعاً من مجلس النواب، الأمر الذي من شأنه أن يفقد هذا المجلس ميثاقيته، وبالتالي الذهاب نحو انتخابات نيابية مبكرة".

 هذه ليست المرة الأولى التي تدعو فيها القوات اللبنانية طرفاً حزبياً أو كتلة نيابية أساسية الى إستقالة جماعية من مجلس النواب للدفع باتجاه انتخابات نيابية مبكرة. فقد بادرت الى ذلك منذ أشهر، وتحديدا بعد إنفجار مرفأ بيروت بدعوتها تيار المستقبل والحزب الاشتراكي الى "الإستقالة معا" من أجل تقصير ولاية المجلس النيابي وإعادة إنتاج سلطة سياسية جديدة... ولكن الحريري وجنبلاط لم يتجاوبا مع هذا الطرح، وكانت لديهما حساباتهما الخاصة: الأول كان يتحين فرصة العودة الى رئاسة الحكومة، وبالتالي مشروعه الفعلي يصب في تعويم السلطة القائمة وليس تغييرها.

والثاني حريص كل الحرص على علاقة الصداقة الدائمة والثابتة مع الرئيس نبيه بري. والإثنان لا يريدان أي شكل من أشكال المواجهة مع حزب الله، ولا يتحمسان للذهاب الى انتخابات نيابية على أساس القانون الحالي.

 إنها المرة الأولى التي تتوجه بها القوات اللبنانية الى التيار الوطني الحر للإستقالة معاً والذهاب الى انتخابات نيابية 
مبكرة... في الواقع، كانت القوات تلقت دعوة مماثلة ومتكررة في الأشهر الماضية الى الإستقالة من المجلس النيابي، 
ولكنها لم تُظهر تجاوباً مع هذه الدعوة، لأن إستقالة نوابها الـ15 غير كافية لفرض انتخابات مبكرة ولا تغيّر في الواقع 
شيئا، فيما تبقى فوائد البقاء في المجلس النيابي أكثر من جدوى الإنسحاب منه. ولكن الآن الأمر مختلف لأن إستقالة 
نواب القوات والتيار (معطوفة على الإستقالات السابقة لنواب مسيحيين أساسين) كافية لإحداث الفرق والخرق في 
معادلة التوازن الطائفي وإسقاط ميثاقية المجلس، ما يجعل الذهاب الى انتخابات مبكرة أمراً ضروريا وحتمياً.

 السؤال الأول الذي يُطرح هو عن السبب الذي حدا بالقوات اللبنانية الى طرح هذه المبادرة الآن، والتي تشكل خرقاً
لأجواء التوتر والتصعيد التي سادت أخيراً بين الطرفين وتوحي برغبة إحتواء الوضع... قد يكون السبب المباشر هو في ما صدر عن النائب جبران باسيل، وللمرة الأولى، من تلميح الى خيار الانتخابات المبكرة كواحد من الخيارات الآيلة الى الخروج من الأزمة وحالة الإنسداد السياسي بسحب التكليف من الحريري بعدما تأكد أنه لن يعتذر في حين أن إستقالة رئيس الجمهورية غير مطروحة... ولكن السبب أو الدافع الأهم الى هذه المبادرة القواتية الجديدة يكمن في أنها تستند الى قناعة راسخة بأن الوضع بلغ حدا من الإنهيار والخطورة لم يعد جائزا معه لا السكوت ولا الإنتظار، والوضع المتجه الى الأسوأ والأعظم لا تعالجه حكومة حتى لو تشكلت وحصل تراجع من عون والحريري لا مؤشرات عليه حتى الآن. 

والخاسر الأكبر من كل ذلك هو البلد والشعب بطبيعة الحال، ولكن على المستوى السياسي الخاسر الأول، هو رئيس الجمهورية وفريقه، وهو المعني الأول بإنقاذ البلد أكثر من إنقاذ ما تبقّى من عهده. والخالصة أن لا حل إلا عبر
انتخابات نيابية مبكرة، ولا انتخابات مبكرة إلا عبر إستقالات جماعية تفرض إجراءها.

 إذا كان من سؤال مطروح حول سبب مبادرة القوات الى توجيه مثل هذه الدعوة الى تكتل "لبنان القوي" بغض النظر عما إذا كان عرضا جدياً وقابلاً للتطبيق أم لا... فإن السؤال الآخر والأهم هو عن موقف باسيل من هكذا دعوة، وما إذا كان في صدد التجاوب والتفاعل معها... المؤشرات والمواقف المعلنة لا تدل الى ذلك. في مؤتمره الصحفي الأخير بدا باسيل يائساً من وضع وصل الى طريق مسدود ولا سبيل الى تغييره ولا الى الخروج منه. وهو قال بالحرف: "إذا هو ما بدّو يعتذر، ورئيس الجمهورية طبعاً ما بيستقيل، وإذا مجلس النواب ما بيريد سحب التكليف منه، شو بيبقى لنا نعمل؟ نتفرج على البلد ينهار؟ 
هناك حالة وحيدة باقية للتفكير فيها من أجل سحب التكليف منه وهي إستقالة مجلس النواب، فبيصير تكليفه بلا وجود. 

هيدا بيعني انتخابات مبكرة. هل الإنتخابات المبكرة بتغيّر بالمعادلة؟ طبعا لا. هل الوقت هلق للانتخابات المبكرة؟طبعاً لا الانتخابات رح تسبّب توترات كبيرة على الأرض بهيك وضع، بظل تزايد حالات الإنهيار الإجتماعي" مع خوف من فلتان أمني.

وفي رد فوري وغير مباشر على دعوة القوات، قال تكتل "لبنان القوي" في بيان له أمس بعد اجتماعه الدوري إلكترونياً إن الإستقالة من مجلس النواب قد تقدم حلاً لموضوع حجز التكليف بيد رئيس الحكومة المكلف، لكنها لا تعطي أي نتيجة فعلية بتحقيق المطالب الإصلاحية، في ظل الوضع السياسي والتوازنات القائمة في البالد.

 ويبقى أن عدم تجاوب باسيل مع موضوع الانتخابات النيابية المبكرة الذي لا يطرحه إلا من خلفية الضغط على الحريري في موضوع الحكومة، لا يعني أن القوات ستتوقف عن المطالبة والضغط السياسي في اتجاه الانتخابات المبكرة كمخرج من الأزمة الراهنة، خصوصاً وأن "الانتخابات المبكرة" تتدحرج مثل كرة ثلج وتحولت عنواناً بارزاً من عناوين المرحلة، وبنداً أساسياً على الأجندة السياسية لمختلف الأطراف، بدليل ما ورد في مبادرتي النائبين جميل السيد وإيلي الفرزلي اللذين إلتقيا على انتخابات نيابية مبكرة، وإن اختلفا في الأسلوب وفي الجهة المبادرة وطريقة مخاطبتها.


بحسب المعطيات الإعلامية و بعض الوكالات ( النشرة )



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top