صفير ملحّن وليس تاجر مخدرات.
اللبنانيون حريصون على أطيب العلاقات مع الأخوة السعوديين.
سُرّب يوم يوم أمس خبر قيام السلطات الأمنية السعودية بتوقيف الملحن اللبناني سمير صفير، على الأثر اندلعت اشتباكات افتراضية عبر موقع تويتر بين اللبنانيين و السعوديين.
اللبنانيون يطالبون له بالحرية من منطلق الحق بالاختلاف مع السياسة السعودية و في المقابل السعوديون يقولون أنه مروج مخدرات يقوم بتضييع شباب وطنهم منذ زمن بترويجه للمخدرات هناك.
إزاء ما تقدّم يبرز أمامي عدد من الأسئلة:
- كيف عرف المواطنون السعوديون غير الرسميون ب"جريمة" سمير صفير دون اصدار أي بيان رسمي بذلك؟ وهل التحقيقات هناك يتم تسريبها الى جمهور المواطنين ؟
- إن كان الرجل متّهماً بذلك، فلمَ لمْ يتم دعوة السفير اللبناني ومحامي السفارت لحضور التحقيقات وبخاصة أن معظم دول العالم لا يبرحون يتهمون عدالة المملكة العربية الشقيقة بقتل خاشجقجي دون اي مسوّغ قانوني أو حكم قضائي ما ينافي شرعة حقوق الانسان الموقعة من سائر دول العالم؟ ثمّ لم ينسى شعبنا كيف تمّ التعامل مع رئيس حكومتنا سعد الحريري وهنا تماماً، بات يحقّ للّبنانيين توجّس الشر من بعض المسؤولين في مملكة الخير، فكما يقول المثل اللبناني الدارج "قلبنا من الحامض لاوي".
- لو سلّمت الحكومة اللبنانية بالتقرير الذي سيصدر عن احدى محاكمكم عاجلا أم آجلاً، فهل تعتقدون أن الشعب اللبناني سيسلّم بذلك؟ و مَن مِن اللبنانيين ، وحتى قوافل الحج من المسلمين، من منهم سيجرؤ على زيارة الكعبة المشرفة للحج والعمرة مستقبلاً؟
- في حال لم تراعِ قيادة المملكة بالملحّن اللبناني سمير صفير عهداً ولا ذمّة ولا رحمة، فكم ستدوم الكراهية لا سمح الله بين شعبينا؟؟
لقد زار الملحن سمير صفير المملكة بنفسه وأخذ معه عائلته الكريمة، في المقابل فقد تم ابعاده عنهم أمام أعينهم وسوقه الى التحقيق بطريقة لا تليق بأي دولة من دول القانون في العالم وتم ترحيل عائلته بطريقة مريبة جدا.
أعزاءنا السعوديون ، نحن حريصون على أطيب العلاقات معكم، بدليل أن رئيس الجمهورية عند تسلمه الرئاسة قام بأول زيارة خارجية لمملكتكم أولا قبل أي دولة أُخرى وهذا إن دلّ على شيئ فيدلّ على مدى حرصنا على العلاقة التاريخية بين شعبينا ودولتينا. أمّا أن يقوم بعض المستشارين أو الأمنيين لديكم بضرب من ضروب قلة النضوج باعتقال تعسّفي لأحد مواطنينا اللبنانيين فهذا سيرفضه ليس أبناء لبنان الأرز فحسب، بل سائر جمعيات ولجان حقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير شرقاً وغرباً، وستتدحرج قضيته ككرة ثلج لتطيح بالسمعة التي عمل الملوك السعوديون الراحلون رحمهم الله على التوالي على إظهارها بأحلى صورها أمام البشرية.
نناشد قيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة بالإفراج فوراً عن الملحّن سمير صفير قبل أن يخرج السهم من القوس فيصيب كلينا ونخسر جميعاً علاقة طيبة عمرها عشرات السنوات.
هادي الأيوبي