رفعت في كنيسة مار مارون في الجميزة الصلاة لراحة نفس السيدة هدى القزي يحشوشي والدة رئيس نادي الحكمة الرياضي عضو مجلس بلدية بيروت الأستاذ إيلي يحشوشي، بمشاركة النائب عماد واكيم ممثلًا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود وافراد عائلة الفقيدة التزاماً بالإجراءات المتخذة في الكنائس بسبب جائحة كورونا.

وترأس الصلاة لراحة نفسها كاهن الرعية الخوري ريشار أبي صالح يحيط به الأب طوني فخري ممثلًا رئيس الرهبانية اللبنانية الأباتي نعمة الله الهاشم وكاهن رعية مار يوحنا في الأشرفية الخوري كبريال تابت وكاهن رعية القديسين سركيس وباخوس في جديدة المتن الخوري جان بول أبو غزاله ولفيف من الكهنة. وبعد الإنجيل المقدس ألقى الأب أبي صالح كلمة رثاء تحدّث فيها عن الفقيدة الزوجة والوالدة والجدّة، وعن قلبها الذي ما نبض إلا محبّة وإيمانًا، وقال: عبرت اليوم هدى إلى حيث جاهدت كل حياتها لتكون، في بيت الآب وملكوته مع الأبرار والصديقين والقديسين. هي التي عاشت قداستها على الأرض من خلال تربيتها الصالحة لأولادها مع زوجها المرحوم وديع، الذي لم تتحمّل فراقه عنها وتحمّلت أوجاعها ومرضها بكل إيمان وصمت. في صلاتنا اليوم التي نطلق عليها صلاة المرافقة، لأننا نرافق الأحبة، نرافق المرحومة هدى في سفرها الكبير لنستودعها بين يدي الربّ، ونقول له: ها هي بين يديك إجعل حظّها مع الأبرار والصديقين في ملكوتك. وكيف لا تكون في ملكوت الربّ وهي كانت ذخيرة حيّة، كما الكثيرات من أمّهاتنا، في مجتمعنا وفي عائلاتنا. هدى وهي في سنواتها الأولى، وكان لها من العمر أربع سنوات، فقدت والدها . ومن أجمل النِعَم في حياتها، أنها دخلت إلى مدرسة الفرنسيسكان في غزير، وظلّت فيه حتى السابعة عشرة من عمرها، فكانت محطة مهمة في حياتها، حيث التقت أبونا يعقوب الكبوشي، قديس لبنان ورافقته في القداديس والإرشاد والعظات. أبونا يعقوب القديس أثر بهدى وبحياتها وبمسيرتها العائلية طوال حياتها.

وقال الأب أبي صالح، بأجواء القداسة والمحبّة والإيمان ربّت هدى مع زوجها المرحوم وديع أولادهما على أًسس المحبّة والصلاة والإيمان والقيم المسيحية. هدى أعطت أولادها أجمل وأغلى ما عندها، الإيمان والصلاة في كل حين والصدق والقيم والإلتزام بحب الوطن والإنسان. علّمتهم العطاء بهدوء وبصمت. بهذه الروح سارت هدى في مسيرة حياتها وظلّت بنفس الروح حتى بعدما غادرها وديع شريك حياتها وتدهورت صحتها. هدى زرعت الحبّ وحصدت حبّ عائلتها لها. وزرعت تضحية وعائلتها بادلتها التضحية.

وعندما كنت ألتقي بالعائلة بوجود هدى لنصلي أمام مزار مار شربل في رعيتنا الذي سنضع إسم هدى عليه إلى جانب أسم المرحوم وديع، كنت أفرح بهذه العائلة المؤمنة التي تعيش مسيحيتها بصدق. مسيرة حياة هدى، كانت في يقظة دائمًا، كما يقول لنا السيد المسيح: كونوا دائمًا متيقظين. كانت حاضرة دائمًا للصلاة والصوم والصدقة والتضحية. مسيرتها على هذه الأرض كانت لتعبيد طريقها نحو ملكوت الرب، وليجيء سيّدها ويجدها متيقظة. جميل أن نجدّد دائمًا إيماننا بالله الذي هو دائمًا بانتظارنا ليخدمنا وليس لنخدمه نحن. اليوم هدى هي مع الأبرار والصديقين ومع أبونا يعقوب الكبوشي ومار شربل ومار مارون ومار يوحنّا ومع القديسين الذين ربيت بأجوائهم، في حضن الآب. المسيح قام ونحن ثابتون على إيماننا بهذه القيامة.