بالرغم من الأزمات التي تنهال على المواطنين وتعمل على تشتيت جهودهم أثناء التعبير عن غضبهم، فإن لسان حالهم يتمحور حول الطرح التالي: “ليس المهم لدينا من سيأتي لإدارة شؤون هذه البلاد التعيسة بمسؤوليها، بل الأهم هو ماذا سيفعل ذاك الآتي لإخراج البلاد والمواطنين مما يتخبطون به”!
المواطنون في لبنان لم يعد يعنيهم أبداً من سيكون وزيراً للمالية، بل من هو القادر على إعادة مدّخراتهم إليهم، وإعادة الثقة إلى الوضع المصرفي. ففي العهود السابقة تناوب على تولي مهامها مسيحيون ومسلمون من مذاهب مختلفة ونجحوا جميعاً في الحفاظ على مالية الدولة التي لم يكن لديها ثروات هائلة في النفط والغاز!
ولن يعنيهم من أي طائفة سيكون وزير الطاقة، بل المهم بالنسبة لهم أن تؤمن الكهرباء والمياه إليهم بما يكفيهم، كي لا يصبحوا أسرى لمافيات تنهب الدولة، أو خاتماً بيد أصحاب المولدات الخاصة أو من يشابههم.
وليس المهم لديهم من أية طائفة سيكون وزير البيئة، بل الأهم ما سيفعله لحل مشكلة النفايات المستعصية، أو إيجاد المخارج الملائمة للكسارات أو التعدي على الغابات.
ولن يتوقفوا مطلقاً عند من سيكون وزيراً للداخلية أو الخارجية أو الدفاع او الأشغال أو الصحة بل أن تكون لكل منهم الجراْة على مواجهة المعاناة التي تنزل على رؤوس المواطنين.
ولم يعد يعنيهم شيئاً من سيتولى رئاسة مجلس الوزراء إن كان من قوى 14 أو 8 آذار أو بين بين، ولكن ما يعنيهم هو أن يتأبط ذلك الآتي الى تولي مسؤولية أحوالهم، الحلول الناجعة للمشاكل التي تتوالد كل يوم من دون أن يلمسوا اهتماماً بإيصالهم الى بر الأمان.
ولن يتوقفوا لحظة عند من سيترأس مجلس النواب، بل ما يتطلعون اليه هو إقرار قوانين تكون سيفاً مسلطاً لمواجهة الفساد والمفسدين ومن نهبوا الدولة، وتكون قابلة للتنفيذ بدون أية معوقات.
ولن يأبهوا من أي حزب أو تكتل أو تيار سيكون رئيس الجمهورية المقبل، طالما أن الجميع يغرقون في الشكليات ويتناسون القضايا المهمة التي تعني الجوانب المعيشية والحياتية التي تقض مضاجع المواطنين.
فاذا كانت هذه الفئة من المسؤولين متوفرة لبناء لبنان الأيقونة بنظر عاشقيه، فألف تحية وسلام، والاّ ما على اللبنانيين سوى إنتظار ما سيُرسم لهم في الأقبية الأقليمية والدولية ويتحملوا النتائج.