قام الرئيس المكلف سعد الحريري خلال الأسبوع الماضي بجولات على بعض الدول الأوروبية والخليجية، ذلك بهدف الضغط على قصر بعبدا بزعمه انه المسؤول عن عرقلة مسار التأليف الحكومي، تارة بالثلث المعطل وطوراً بتسميته الوزراء المسيحيين.
تأتي هذه الزيارات بعد فشل الوساطات الأوروبية والخليجية بالضغط على السعودية للموافقة على التكليف الحريري. وقد عاود الحريري تواصله مع روسيا علها تكون المنقذة لمشروعه، ذلك حيث التقى كل من رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، كما جرى اتصال بينه وبين بوتن بمكالمة هاتفية لمدة 3 قائق فكان له الجواب الروسي كالمثل الشائع :”جرت الرياح بما لا تشتهي السفن”، حيث كان جوابهم معرفة الرأي الآخر ممثل الشريك المسيحي القوي وذلك عبر توجيه دعوة رسمية لرئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل لزيارتها في المدى القريب والإستماع إليه.
تقول الاوساط أن عدد وزراء الحكومة المقبلة بات ٢٤ وزيراً مقسمين إلى قسمين بين المسيحيين والمسلمين على أن يسمي كل من فخامة الرئيس العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وزرائهما بالتكافل والتضامن لإنجاح ولادتها، وقد برزت العقد الخلافية لناحية وزارتي الداخلية والعدل، وحصة الرئيس عون من الوزراء المسيحيين كما عقدة الثلث المعطل، والنصف زائد واحد لجهة التصويت خلال اجتماعات الحكومه.
واللافت تنازل عون عن وزير من الحصة المسيحية لصالح الطائقة الذرزية، النائب الأمير طلال أرسلان ومقعد آخر للأرمن ممثلين بحزب الطاشناق فرفض الطرف الثاني وطالب بمقعدين من حصة الرئيس عون لتيار المردة وحزب القومي السوري الإجتماعي تعبيراً عن وفائه لهما بإعطائهما الثقة له في المجلس النيابي، وثانياً لعدم إستعمال فخامة الرئيس النصف زائد واحد للتصويت في مجلس الوزراء حيث اصرّ الحريري على وزارتي الداخلية والعدل وهنا وقع الخلاف مجدداً بين الرئيسين وعدنا لنقطة الصفر.
أما الجولات الحريريه باءت كلها بالفشل والبلاد والعباد تئن من الجوع والبطالة وإرتفاع الجنوني بأسعار السلع وتدهور العملة الوطنية، مسافر يستجدي الحل من الخارج كما يدور حول نفسه،والحل موجود أمام عينيه ألا وهو فخامة الرئيس في بعبدا وأبوابها مفتوحة له مع الإفادة أن الكل يعلم لا أحد بمقدوره الضغط داخلياً أو خارجياً على فخامة الرئيس ويأخذ منه توقيعه، والأمثلة كثيرة.
أنه جنرال بعبدا ١٩٩٠