2024- 11 - 05   |   بحث في الموقع  
logo وارنر براذرز ديسكفري وevision تمددان الشراكة، وتوسعان عروض المحتوى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا logo احتفالية عيد الاتحاد الـ53 تستهل أسبوعاً حافلاً بالإثارة في حلبة مرسى ياس logo طهران "تعتقل" صحفيًا أميركيًا إيرانيًا logo بعد فشل وقف النار... أبي رميا: نتنياهو يتعامل مع لبنان كما تعامل مع غزة logo قتيل و4 جرحى خلال 24 ساعة! logo الصحة: 3002 شهيدا منذ بدء العدوان على لبنان logo أسرار الصحف logo عناوين الصحف
الرنّان يقتحم لعبة الفقراء: السوبير ليغ يحوّل كرة القدم إلى لعبة فائدة وسندات
2021-04-19 22:56:52



شربل الجميّل-


" كاذبون وثعابين". هكذا وصف رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم أليكساندر سيفيرين مديرَي فريقَي ميلان ويوفينتوس الإيطاليّين.


كان يوم الأحد ١٨ نيسان يوماً تاريخياً في كرة القدم الأوروبية، الفرع القاريّ للعبة والأكثر سكباً للمال. عصر ذلك اليوم، تم الإعلان عن بطولة أوروبية جديدة في كرة القدم، حتى الآن كل شيء طبيعي، فالبطولات الأوروبية المستجدة لطالما نبتت مؤخراً كبطولة الأمم مثلاً، غير أنّ اللافت/المُذهل كان استقلال هذا "الدَوري" المُزمع عن الإتحاد الأوروبي لكرة القدم، وبالتالي عن الإتحاد العالمي للعبة.


جاي.پي. مورغان شايس، أكبر مصرف أميركي، والذي تقدر موجوداته بما يفوق ال٣ تريليون دولار، وافق على تمويل الدَوري الجديد بما يتراوح بين ٣،٨ و ٥ مليار دولار أميركي، على أن يتقاضى فائدة ما بين ٢٪؜ و٣٪؜.


اللعبة الأولى عالمياً والأكثر شعبية، أضحت تدرّ الملايين عبر الإعلانات وحقوق البث التلفزيونية منذ مطلع التسعينات مع تطوّر وسائل الإتصال، وصار كلّ حدث كرويّ يتم تقييمه بالمال قبل أن يتم تقييم الجهوزية الفنية للفرق والمنتخبات، وما محبّي الكرة المدوّرة في لبنان سوى مثل صريح على المعاناة المتأتية عن هذا التقييم: كل مونديال يحبس اللبنانيون أنفاسهم منتظرين ما إذا كانوا سيتمكنون من مشاهدته، بعدما وصلت حقوق النقل إلى مستويات باهظة لامست السخافة.


تقول الأخبار الواردة من كبريات الصحف الأوروبية أن الفرق الأوروبية الأشهر في دول إيطاليا، إنكلترا وإسبانيا اتفقت على "ابتداع" هذه البطولة، بعدما أسال لعابها تفكير إدارييها الماديّ، بعدما لم يعد مردود البطولات المحلية والقارية يشبعهم.


رفضت مصارف أوروبا امتطاء هذه الدوّامة، فمصرف باركليز الإنكليزي الذي اعتاد منذ سنوات رعاية الدوري الانكليزي ابتعد عن هكذا مغامرة، فهو وسواه من مصارف القارة العجوز، تعي جيداً دورها الإنسانيّ، مستندةً على فلسفة جون كينز، الإقتصادي الإنكليزي الذي أسند الاقتصاد على الإنسانية والأخلاق، فالمصارف الهولندية حررت بلدها ب"سندات المقاومة" من الطغيان النازي. كل هذا التمنّع المصرفي، دفع بالأندية المؤسِسة للسوبر ليغ إلى البحث عن مصدر آخر للتمويل "على الضفة الأخرى من البركة": مانهاتن، نيويورك....وول ستريت.


مصارف الولايات المتحدة التي لطالما رمت "المخاطر الأخلاقية" جانباً، معانقة فلسفة الإقتصادي ميلتون فريدمان الذي جرّد الاقتصاد من أي بوصلة إجتماعية ما خلا الربح السريع وأولوية تبدية الفائدة المتحركة على الفائدة الإجتماعية للمصرف كمفهوم (ما أكسبه جائزة نوبل للإقتصاد المستجدة على الجائزة العالمية بضغط أميركي عبر البنك المركزي السويدي)، ما أوقع الولايات المتحدة و وول ستريت بأزمة ١٩٨٧ و أزمة الأزمات نهاية ٢٠٠٧ بسبب جشع المصارف وتوقهم للربح السريع عبر عقود الرهن الإشتقاقية ذات المخاطر العالية Subprimes المتولدة والمنتِجة في آن لأكبر فقاعة عقارية في التاريخ.


هكذا أَدخل عنصر الجشع لدى فرق أوروبا الكبرى الجشعين على لعبة الفقراء، ما حدا بكل من ال UEFA وال FIFA بتهديد اللاعبين الذين سيشاركون في هذه البطولة الهجينة أنه سيتمّ منعهم من المشاركة بدوري أبطال أوروبا وبطولة كأس العالم، ليردّ رئيس نادي ريال مدريد على المنظمتين أن فلورنتينو بيريز " سننظم كأس عالم خاص بنا".


من جهة معارِضة، رفض ١٤ فريق أوروبي فائز ببطولة الأبطال بنسختيها التاريخيتين المشاركة بالسوبر ليغ وهم: بايرن ميونيخ، بوروسيا دورتموند وهامبورغ من ألمانيا (في ألمانيا غالبية النوادي تملكها روابط المشجعين)، فيينورد روتردام، أجاكس أمستردام و أيندهوڤن من هولندا، أستون ڤيللا ونوتينغهام فوريست من إنكلترا، بينفيكا وبورتو من البرتغال، النجم الأحمر من صربيا، مارسيليا من فرنسا وشتيوا بوخاريست من رومانيا.


إلى ذلك، أنّب مدرب فريق توتنهام البرتغالي جوزيه مورينيو إدارة النادي على مشاركتها في هذا الدوري، ما حدا بالإدارة إلى طرده، مع ورود أنباء غير مؤكدة عن امتعاض مدرّب نادي ليفربول يورغن كلوب من قرار النادي المشاركة أيضاً. إلى هذين الناديين، سيشارك في البطولة كل من لأندية المؤسِّسة التالية: أرسنال، تشيلسي، مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد من إنكلترا، أتلتيكو مدريد، برشلونة وريال مدريد من إسبانيا، ميلان، إنتر ميلان ويوفنتوس من إيطاليا.


من جانبه، قال فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد ورئيس دوري السوبر ليغ:
 
"سنساعد كرة القدم على جميع المستويات لتحتل مكانتها المناسبة في العالم. كرة القدم هي الرياضة العالمية الوحيدة في العالم التي تحظى بأكثر من 4 مليارات مشجع، ومسؤوليتنا كأندية كبيرة هي الاستجابة لرغبات الجماهير".



نظام المنافسة


- سيشارك عشرون نادٍ، منها الأندية التأسيسية الـ١٥ وخمسة فرق أخرى سيتم تصنيفها سنوياً بناءً على أداء الموسم السابق.
- ستُلعب جميع المباريات خلال أسبوع، وستواصل جميع الأندية التنافس في الدوريات الوطنية الخاصة بها، للحفاظ بالتالي على جدول المباريات التقليدي لكل نادٍ.
- سيبدأ الموسم في أغسطس بمشاركة الأندية في مجموعتين من عشرة. ستلعب الفرق المباريات ذهاباً وإياباً، وستتأهل الفرق الثلاثة الأولى من كل مجموعة تلقائياً إلى ربع النهائي، في حين ستلعب الفرق التي تحتل المركزين الرابع والخامس مواجهة إضافية بنظام المباراتين. بعد ذلك، سيقام البلاي أوف بنظام المباراتين من ربع النهائي وصولاً إلى النهائي، التي سيقام بنظام المباراة الواحدة، في ختام شهر أيار، في ملعب محايد.


هكذا إذاً، دوريّ جديد من شأنه لو انطلق، أن يغيّر وجه كرة القدم إلى غير رجعة. إنه المال مقابل الترفيه، أو الإثنان معاً، لكنّ الأكيد أن العشق أزليّ وكل ما عدا ذلك هو مؤقت وعابر.



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top