الثورة الهادفة الواعية، على رأسها قضاة، ستحدث التغيير. لا شتائم ولا سباب ولا حرق دواليب، وأناس طيبون راقون وأبطال، يعرفون ما يريدون ويقومون بما يمليه الضمير... لقد تأخرنا، لكن الوقت متاح، ترددنا، لكن الظروف تسمح من جديد، والملحمة التي تسطرت البارحة بين كل أوادم لبنان والثورة، وسحب الثوار من غوغائية السفارات والدولار المالي، وسماع خطابهم الهادئ، هو ما أردنا تحقيقه منذ سنتين، لا سمعوا منا ولا سمعنا منهم وكان هدير الشارع يصم الآذان ويعمي بصيرة الجميع. ما عجزنا كلنا عنه، حققته البارحة غادة عون، قاضية مجروحة هشمها الإعلام المأجور على مدى سنين، قاست الأمرين عندما مسّت مكتسبات المافيات، النافعة والكسارات والفيول وسلامةومكتف ...
أحترم هذه القاضية، وأحترم ذكاءها، فالداتا التي حصلت عليها البارحة، كنزٌ من المعلومات وتحويل الأموال والرشاوى وشراء الذمم والضمائر، كما وتمويل الحراك وكل توابعه.. نعم صدقوا، كل ذلك كان في هذا الوكر الذي استشرسوا في الدفاع عنه كما استشرست هي في اقتحامه ونجحت، فمافيا الفساد كلها تحركت لمنعها عبر دولتهم العميقة المرتشية، وفشلت... أنظروا وجوه الاعلاميين المرتشين، إسمعوا أحاديثهم كيف ستتغير، وراقبوا هاتف غادة عون واسمعوا توسلات كثر ممن افتروا عليها لقاء حفنة من الدراهم...
إنها مأساة الكرامات المفقودة في لبنان، وبعض أناس يستحقون بامتياز حكم قاضٍ عادلٍ نزيه، ومطرقة عدل صارم، وسجون وُجدت لأمثال هؤلاء المجرمين الفاسدين.
تحية لك غادة عون... وقضاة لبنان .. لا تخافوا، فالحق وانتم ونحن أكثرية.