تتضارب الأفكار والطروحات على الساحة اللبنانية منذ خمسة أشهر ونصف حول كيفية تشكيل الحكومة الجديدة، من دون التوصل إلى أية نتيجة ملموسة، ومن دون سعي لإيجاد حلول للمشاكل الصحية والمعيشية والمالية التي تشد خناقها على رقاب المواطنين الذين باتوا على ما يقوله المثل الشعبي: “معلقين بحبال الهواء”، نتيجة التجاذبات الدولية والإقليمية والصراعات المحلية على كل شيء بدون استثناء!
ففي حين أبدى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إعتزازاً بالمواطنين الذين يستمدّون من الضعف قوة، ويتحمّلون كلّ يوم أخبار الفضائح بين المسؤولين غير المسؤولين. رأى راعي أبرشية بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة أن بلدنا اصبح مدمناً على تفويت الفرص.
أما البطريرك الماروني بشارة الراعي فعلى قناعة تامة أن فكرة عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان تشق طريقها في المحافل الدولية تفهما ودراسة وعناية، مشدداً على أن لا تدقيق جنائيا قبل تأليف الحكومة! وإلى جانب كل هذه المواقف المتشابكة والمتشائمة، تجزم مصادر سياسية مطلعة أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لا يرغب في أن يشكّل الرئيس المكلّف سعد الحريري الحكومة المنتظرة، كما ان الرئيس الحريري لا يرغب في أن يكون رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يترأس أكبر كتلة نيابية موجوداً في الحكومة او حتى أن تكون له يد في تشكيلها!.
الأوساط الشعبية التي هالها ما آلت إليه الأوضاع من تأزم، وخوفها من مستقبل أسود ينتظر اللبنانيين، لإنها تعيش هاجس العَوَز والجوع، أجمعت على طرح الفكرة التالية: هل من المصلحة الوطنية ان تبقى الأمور على هذه الحال من السوء والبلد في قاعٍ من المشاكل والأزمات التي لا ترحم؟ أم من مصلحة الجميع ان يتنحى النائبان سعد الحريري وجبران باسيل وكل من له يد في العرقلة، من المشهد المليء بالالغام، ويتيحان لمن له قدرة على مد يد العون للبنانيين كي يسعى لإنقاذ ما تبقى من هذا البلد الذي بناه الأباء والآجداد بدمائهم وعرقهم؟.