روت إحدى النساء الناجيات من المجازر، التي نفذها مسلحون إسلاميون متطرفون في منطقة بالما (شمالي شرقي موزامبيق)، وتدعى لوسيا خوسيه، قصة هروبها من الإرهابيين، وتختصرها بعبارة واحدة: “ما زلت أرى وجوههم”.
تقول خوسيه، وهي التي فقدت عدداً من أفراد أسرتها وبيتها، لوكالة “سبوتنيك”: “كل شيء بدأ عند الساعة الثانية ظهرا، في 23 آذار، تركت منزلي وركضت نحو الأدغال؛ ومكثت في الغابة أركض لمدة أسبوع”.
وتضيف، “هربت بعيدا في تلك اللحظة، التي سمعت فيها إطلاق النار، لأنني عرفت للتو أنه قد يكون من جانب حركة الشباب (الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة المحظورة في روسيا)، أكثر ما يؤلمني، إلى اليوم، هو أنني ما زلت أستطيع رؤية وجوههم .. ورأيتهم يحملون بنادق كبيرة وصغيرة، فيما كان آخرون يتسلحون بالمناجل”.
وتابعت المواطنة الموزامبيقية، “وصلنا يوم الأحد (28 آذار)، الساعة 6 صباحا إلى كيويا، وعبرنا النهر في قارب صغير نحو ماغانديا؛ حيث مكثنا في منزل صغير يعود لأحد صيادي الأسماك، ثم عبرنا إلى كيتوندا”.
وكيتوندا هذه، هي منطقة صغيرة في مقاطعة “بالما”، حيث يوجد سكن لموظفي شركة “توتال” النفطية الفرنسية، التي تدير أعمالا في المنطقة.
تقول خوسيه، “من هناك بدأنا مع بعض عمال شركة “توتال” شق طريقنا نحو سفينة تنزانية راسية، كنّا أكثر من 500 شخصا نحاول الوصول إلى السفينة؛ وعند صعودنا كان على متنها أكثر من 1500 لاجئا”.
وأبحرت السفينة، التي أوصلت لوسيا خوسيه ومن معها، إلى مخيم للمهجرين من “بالما”، يقع في مدينة بيمبا (420 كلم جنوبي بالما).
فقدت خوسيه كثيرا من اشيائها التي كانت تملكها بسبب الهجوم الإرهابي، واضطرت إلى ترك منزلها والهرب؛ وفي هذا الصدد، تقول: “في هذه المحنة فقدت الكثير من الأشياء والملابس، وتركت زوجي في بالما وأم حفيدي، ولا أعرف أين هم الآن .. لقد فقدت منزلي”.
وتؤكد لوسيا خوسيه الناجية من المجزرة في “بالما”، أنها ما زالت ترتعش لمجرد استرجاع الذكريات؛ وتقول، “لا أشعر برغبة في العودة إلى بالما، لكن إذا قالت الحكومة إنه يجب علينا العودة، فلن يكون أمامنا خيار سوى القيام بذلك”.
وأعلن رئيس موزامبيق، فيليبي نيوسي استعادة سيطرة الحكومة على مدينة “بالما”، بعد أسبوعين من إعلان مسلحي تنظيم داعش (الإرهابي المحظور في روسيا) السيطرة عليها.
وهاجم مسلحون مجهولون المدينة، في 24 آذار، وفرضوا سيطرتهم الكاملة عليها، بحلول الـ 26 من الشهر نفسه.
وفرّ عدد من السكان المحليين نحو الغابات المجاورة؛ ووصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الوضع الإنساني في منطقة الهجوم بأنه، “يثير القلق الشديد.