عبّرت أول امرأة تشغل وظيفة قبطان سفينة في مصر، مروة السلحدار، عن استغرابها من تحميل البعض لها مسؤولية جنوح سفينة الحاويات البنمية العملاقة “EVER GIVEN”، رغم أنها كانت بعيدة جداً عن تلك الحادثة.
حيث قالت السلحدار، في تصريحات لشبكة BBC البريطانية، إنها رأت شائعات على الإنترنت تتَّهِمها بالمسؤولية عن الوضع العالق الذي كانت فيه سفينة حاويات إيفر غيفن، حسبما ذكرت وسائل إعلامية.
فقد انتشرت هذه الشائعات مصحوبة بصورة مزيفة مقتطعة من قصة عن مروة في أحد المواقع العربية، نُشرت في 22 آذار 2020، وتحتفي بنجاحها كأول امرأة مصرية تقود سفينة بحرية. ونُشرت الصورة المزيفة عشرات المرات على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن انتشار حسابات مزيفة على “تويتر” تنتحل هوية القبطانة الشابة، وتنشر أخباراً كاذبة عن تورطها في جنوح السفينة العملاقة.
مخاوف من تأثر عملها
تلك الشائعات التي لا أساس لها سبّبت للسلحدار (29 عاماً) “صدمة” عندما قرأتها على هاتفها لأول مرة، حسب تعبيرها، خاصة أنها كانت تعمل -وقت وقوع الحادثة- زميلةً أولى على متن سفينة “عايدة 5″، وكانت هذه السفينة في الإسكندرية، على بُعد أكثر من 200 ميل من موقع سفينة إيفر غيفن، منوهة إلى أن مخاوف انتابتها من احتمالية أن يتأثر عملها بهذه الشائعات.
فيما قالت السلحدار لشبكة BBC: “شعرت أنني قد أكون مُستهدَفة ربما لأنني امرأةٌ ناجحة في هذا المجال أو لأنني مصرية. لست متأكِّدة”، مشيرة إلى أنها حاولت جاهدةً أن تنفي ما ورد، لأنه أثَّرَ على سمعتها وعلى كلِّ الجهود التي بذلتها لتكون في المكانة التي هي عليها الآن.
تعليقات سلبية وأخرى داعمة
كما تشير القبطانة الشابة إلى أن التعليقات على الأخبار المزيفة كانت سلبية وقاسية، لكن كانت هناك تعليقات أخرى كثيرة داعمة، بعضها من ناس عاديين وأخرى ممن عملت معهم، مستطردة: “قررت التركيز على الدعم والحب الذي تلقيته، وتحول غضبي إلى شعور بالامتنان.. كما أنني أصبحت أكثر شهرة من ذي قبل”.
بينما تأمل السلحدار أن تلهم حياتها المهنية النساء الأخريات للولوج إلى هذا القطاع، رغم هذه الانتكاسة المؤسِفة، مضيفة: “رسالتي للنساء اللواتي يردن أن يكنَّ في هذا المجال البحري هي الكفاح من أجل ما يحببن وعدم ترك أيِّ شيءٍ سلبي يؤثِّر عليكن”.
يشار إلى أن السلحدار بعد تخرجها من الأكاديمية البحرية التحقت للعمل على السفينة “عايدة 4” (ملك هيئة السلامة البحرية) برتبة ضابط ثان، وتقوم برحلات توفير إمدادات لمنارة في البحر الأحمر. كما تُدرّب السلحدار كوادر في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، التي تُعرف باسم “الأكاديمية البحرية” وتتبع جامعة الدول العربية.
واحدةٌ من النساء القلائل
فهي واحدةٌ من النساء القلائل اللاتي يعملن في قطاع الشحن الذي يهيمن عليه الرجال بشكلٍ كبير. إذ أصبحت في عام 2016، أصغر وأول قائدة سفينة مصرية تعبر قناة السويس، طبقاً لما أورده موقع Business Insider الأمريكي.
يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه القبطانة الشابة للاختبارات النهائية للحصول على درجة قبطان سفينة، وتتمنى أن تظل نموذجاً للمرأة المصرية في هذا المجال.
جدير بالذكر أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كرّم السلحدار عام 2017، ضمن احتفالات مصر باليوم العالمي للمرأة.